أعلنت تركيا عزمها شراء 75 مليون جرعة من لقاحين واعدين لوباء كورونا، من الصين وألمانيا، خلال فصل الشتاء.
يأتي هذا فيما تواصل تركيا جهودها لتطوير اللقاح المحلي.
وكان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، توقيع عقد مع الصين لشراء 50 مليون جرعة من اللقاح الخامل الذي أنتجته.
اللقاح الصيني أثبت فعاليته بالمراحل الأولى للمرض.
وأضاف قوجة، أن شراء اللقاح من الصين سيكون في أشهر ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط).
وكشف أيضا عن مباحثات مستمرة لشراء 25 مليون جرعة من اللقاح الألماني من نوع لقاحات الحمض النووي الريبوزي.
وبالحصول على 75 مليون جرعة من اللقاح، سيكون ممكنا تلقيح نحو نصف سكان تركيا خلال فصل الشتاء.
من الجدير بالذكر أن اللقاح يتم تقديمه على جرعتين لكل شخص،
كما ذكر الوزير التركي، أنهم على اتصال أيضا مع روسيا من أجل شراء اللقاح القائم على نواقل من الفيروسات الغدية.
وأشار “خوجة” لوجود 16 لقاحا محليا قيد التطوير في تركيا، وصل إحداها لمرحلة التجارب السريرية.
وأوضح أن 44 شخصا تطوعوا لتجارب اللقاح، حيث تم تجربته عليهم.
وقال إن اللقاح المحلي من نوع اللقاحات الخاملة، معربا عن أمله في أن يكون متاحا للاستخدام في أبريل/نيسان المقبل.
اللقاح الصيني
أعلنت الصين تجربة لقاحها “CoronaVac” (كورونافاك) المطور من قبل شركة “SinoVac” (سينوفاك) على 743 متطوعا.
وأكدت الصين أن اللقاح “أثبت نجاحا في تكوين مناعة ضد الفيروس دون آثار جانبية”.
وأعطت الحكومة الصينية إذن استخدام اللقاح في يوليو/ تموز الماضي.
وبدأت الصين تجاربها على اللقاح، المستخدم في تركيبه نوعا من الفيروسات المُضعفة، بالبرازيل في 21 يوليو الماضي، وبإندونيسيا في 11 أغسطس/آب الماضي.
وتمت تجربة اللقاح على 8 آلاف و870 متطوعا في البرازيل وعلى ألف و620 متطوعا آخر في إندونيسيا.
وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت وزارة الصحة البرازيلية، أن لقاح “كورونا فاك” هو الأكثر أمنا من بين 5 لقاحات قيد التطوير تم تجربتها في المرحلة الثالثة.
أول لقاح قيد التطوير تتم تجربته في تركيا
في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، تمت تجربة لقاح “كورونافاك” بتركيا، ضمن تجارب المرحلة الثالثة، على ثلاثة متطوعين من العاملين بقطاع الصحة.
وعقب تجربة اللقاح بجامعة “حاجي تبه” بالعاصمة أنقرة، تمت تجربته مرة أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، على متطوعين في 23 مركزا.
وإثر الإعلان عن الحاجة لمتطوعين لتجربة اللقاح تقدم 20 ألف شخص.
وفي 25 من ذات الشهر، أعلن وزير الصحة التركي، أنهم عقدوا اتفاقات لشراء 10 ملايين جرعة من اللقاح في ديسمبر، و20 مليون جرعة في يناير، و20 مليون جرعة في فبراير.
وبذلك ستكون تركيا قد وفرت 50 مليون جرعة من اللقاح.
لقاح “BNT162b1” الألماني
لقاح “BNT162b1” المطور من قبل شركة “BioNTech” (بيونتك) الألمانية، التي أسسها العالم ذو الأصول التركية أوغور شاهين، يعد أول لقاح قيد التطوير ينهي تحارب المرحلة الثالثة.
وهذا اللقاح يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال، حيث يعمل على تحفيز الأجسام المضادة “G” ومستقبلات الغلوبولين المناعي وإنزيمات سكر الدم، التي تثبط الفيروس.
كما يزيد عدد البروتينات السكرية من نوع “CD8+” و “CD4+”، التي تكون مناعة على مستوى الخلية.
وحصلت شركتي “Pfizer” (فايزر) بالولايات المتحدة، و”Fosun Pharma” (فوسون فارما) بالصين على تصريح لإنتاج اللقاح.
وعقب إجراء التجارب السريرية بالمرحلة الأولى والثانية في ألمانيا بدأت المرحلة الثالثة بعدة دول منها الولايات المتحدة والأرجنتين وألمانيا، حيث تم تجربة اللقاح على 30 ألف متطوع.
وفي 12 سبتمبر الماضي، تقدمت شركة “فايزر” بطلب لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لرفع عدد المشاركين في تجارب اللقاح إلى 44 ألف شخص.
وفي 18 نوفمبر المنصرم، أعلنت شركتا “فايزر” و”بيونتك” انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، حيث بلغت نسبة فاعلية اللقاح 95 بالمئة.
وبعدها بيومين، تقدمت الشركتين بطلب لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، للحصول على إذن لاستخدام اللقاح.
ووقعت “بيونتك” اتفاقيات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان، كما تعهدت الولايات المتحدة برصد مبلغ 1.95 مليار دولار لشراء 100 مليون جرعة من اللقاح.
فيما وقعت المفوضية الأوروبية اتفاقا مبدئيا مع الشركة، لشراء 300 مليون جرعة، واليابان لشراء 120 مليون جرعة.
وتخطط الشركة لإنتاج 100 مليون جرعة حتى نهاية العام الجاري، ونحو 1.3 مليار جرعة بنهاية 2021.
لقاح تركي من نوع اللقاحات الخاملة
فيما تواصل تركيا جهودها لإنتاج لقاح محلي لفيروس كورونا، حيث هناك محاولات تجري لإنتاج 16 لقاحا، 4 منها من نوع اللقاحات الخاملة، فيما وصل إحداها لمرحلة التجارب على البشر.
وبدأت تجربة لقاح “ERUCOV-VAC” (يوروكوف-فاك) على المتطوعين في 5 نوفمبر المنصرم، حيث تم تطويره من قبل شركة “كوتشاك فارما”، بجامعة “آرجييس” الحكومية (وسط).
وأشار وزير الصحة التركي، إلى تجربة اللقاح على 44 متطوعا، ولم تحدث أي مشاكل أثناء التجارب.
المراحل الثلاث للتجارب السريرية
ويجب أن يمر اللقاح بثلاث مراحل من التجارب على البشر قبل أن يتم السماح باستخدامه.
في المرحلة الأولى من التجارب السريرية تتم تجربة اللقاح على عدد قليل من المتطوعين لمعرفة ما إذا كان اللقاح آمنا أم لا، ولمعرفة آثاره الجانبية على الإنسان.
في المرحلة الثانية يُجرب اللقاح على 50 شخصا لاختبار مدى فاعليته في تحفيز المناعة ضد الفيروس.
أما في المرحلة الثالثة والأخيرة فيتم إعادة التجربة على آلاف المتطوعين، حيث تستغرق هذه المراحل شهور وحتى سنين.
المصدر: وكالة الأناضول