يجول على دراجته.. بائع شاي عراقي يجذب زبائنه بالبدلة الرسمية
يقول وسام إنه يرتدي الزي الرسمي خلال عمله لأنه يراه من الأشياء الجميلة كونه لا يملك أي مناسبة في حياته بسبب انشغاله
يجول بائع الشاي وسام الجبوري (34 عاما) في مدينة كربلاء (جنوب بغداد) بملابسه الرسمية الأنيقة، حيث يتنقل على دراجته النارية في شوارع المدينة لبيع المشروبات الساخنة كالشاي والحليب والقهوة لزبائنه من المارّة وأصحاب المحلات التجارية.
ويقول وسام إنه متزوج ولديه 4 أولاد، 3 بنات وابن واحد، ولم يستطع إكمال دراسته بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
ملابس أنيقة
يبيّن أنه يرتدي الزي الرسمي خلال عمله لأنه يراه من الأشياء الجميلة كونه لا يملك أي مناسبة في حياته بسبب انشغاله ويعدّ عمله في بيع الشاي مناسبته اليومية.
ويوضح الجبوري أن الهدف من ارتداء الملابس الأنيقة إيصال رسالة إلى الشباب في العراق والعالم عامة بالظهور بأجمل صورة في العمل، وبذلك يعكس ثقافته وترتيبه.
كما يشير إلى أن ارتداء الملابس الأنيقة أسهم في زيادة مبيعاته وجذب الزبائن بشكل ملحوظ حتى أصبحت له شهرة محلية.
ويتحدث الجبوري عن تفاعل الناس معه في بيع الشاي، إذ يعامله كثير من الناس بلطف وينظرون إليه بفخر.
كما يعرب عن طموحه في فتح مقهى ثقافي غير مزود بالإنترنت، إنما يحتوي على كتب ثقافية توعوية، وأن يكون المكان ثابتا لأن التنقل من مكان إلى آخر لبيع الشاي أتعبه.
ويطمح أن يوصل أولاده إلى الدراسة الجامعية حتى لا يلاقوا ما لاقاه هو من معاناة في حياته.
كما يؤكد الجبوري أن وارداته من بيع الشاي والمشروبات الساخنة لا تكفيه وعائلته، فهو يسكن في ممر بين دارين، عرضه متران وطوله 6 أمتار، متمنيا أن يحصل على مسكن مناسب يحتويه مع أسرته.
فكرة حضارية
يقول يونس الإبراهيمي إن صديقه وسام شاب مؤدب وطموح في عمله ويسعى بجهد لتحقيق أهدافه، وإنه كان أول الداعمين لوسام، بسبب ما ميزه من أسلوب عمل وارتدائه الملابس الرسمية خلال بيعه الشاي، وهذه فكرة حضارية لافتة.
ويضيف الإبراهيمي أن الأناقة شيء جميل وهي ما يميز وسام، كما أنه صاحب ذوق عال في علاقاته وتعاملاته الاجتماعية.
كما يؤكد أن وسام يتحرى الرزق الحلال ويفكر في تربية أولاده، ويطمح إلى توسيع عمله وأن يكون له منزل مناسب يؤويه وعائلته.
وينوّه إلى أن عامة الناس والزبائن يتعاملون مع وسام بمحبة واحترام.
شخص مختلف
يرى رائد الأعمال علاء التميمي، وهو أحد زبائن الجبوري، أن وسام شخص مختلف عن بقية الشباب، وتعدّ قصته رسالة إلى كل الشباب الذين يئسوا من تحقيق أحلامهم أو يرون أن النجاح بعيد أو صعب.
ويلفت إلى أن وسام دخل بطريقة مختلفة لفتت انتباه المجتمع بأناقته وترتيبه خلال عرضه للشاي وتعامله الحسن؛ فحقق شهرة واسعة.
كما يضيف التميمي أن وسام ذكّره بأول انطلاقته، إذ “كنت في حالته نفسها ووضعه الاجتماعي نفسه، ولم أكن أرى أي شيء صعبا في طريقي، وكنت دائما ما أضع أهدافي أمامي وأعمل، إلى أن وصلت إلى مرحلة جيدة، لذلك أرى نفسي في قصة وسام”.
ويشير إلى أن ما ميز وسام عن الباقين هو دخوله بهندام مرتب بأناقة البدلة الرسمية التي يرتديها العراقيون في المناسبات الرسمية أو بالوظائف الحساسة، فهو بذلك يعطي فخامة لعمله ويكون مميزا عن سائر أقرانه ومنافسيه.
كما يشدد التميمي على عدم وجود شيء مستحيل، فإذا كان لدى الإنسان طموح وإرادة يستطيع أن يصل ويحقق أهدافه، لا سيما إذا وجد الدعم والتدريب والتنمية البشرية والتطوير.
ودعا التميمي إلى تنشيط مؤسسات التنمية البشرية، لمساعدة الشباب على فتح مشاريعهم الخاصة وبأساليب مبتكرة من دون خوف أو تردد، في ظل الظروف السيئة التي تمر بها البلاد.
المصدر: الجزيرة