صحة

كيف أحمي طفلي من التنمر

التنمر Bullying

أكثر ما يخشاه الأهل هو تعرض أطفالهم للتنمر في المدرسة. التنمر في المدرسة هو أكبر تهديدات الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. قد يتعرض الطفل للتنمر في المدرسة بسبب وجود أطفال متنمرين من حوله. ولقد تبين أن التربية الإيجابية التي تدعم الطفل توفر له حماية من التنمر.

فما هو التنمر وكيف أحمي طفلي منه سمستعرض في هذا المقال أبرز علامات التنمر وماذا يترك من أثر على كل من المُتنمر والضحية وكيف نقوم بتجنبها ومعالجتها.

التنمر هوشكل من أشكال السلوك العدواني يتم عن طريق التحرش أو الإعتداء الجسدي أو اللفظي حيث يقوم المُتنمر بإستخدام القوة والإيذاء اللفظي بهدف السيطرة والترهيب .

من أنواع التنمر

التنمر باللفظ “إساءة لفظية”: يتضمن السخرية من الشكل أو المظهر، أو إطلاق التعليقات والتشبيهات السخيفة والمسميات بغرض الإيذاء، ويشتمل أيضاً على الإهانات لأسباب عرقية أو التهديد بإلحاق الأذى باستمرار.


التنمر بالعاطفة “التنمر بالاجتماع”: ويكون بالتجاهل المجتمعي له وفصله عن محيطه بنشر الإشاعات المغلوطة حوله، والدعوى بالبعد عنه وعدم مصادقته.


التنمر بالقوة الجسدية “التنمر الجسدي”: ويشتمل الاحتكاكات الجسدية والضرب والصفع وترك الكدمات بالجسد والبصق عليه، وكذلك تخريب الممتلكات وتكسيرها والتلاعب بها بغرض السخرية أمام الجميع.

ماهي أسباب تعرض الطفل عن غيره للتنمر والمضايقات

وجود أمرٍ لافتٍ في الطفل يجعله أكثر عرضةً للتنمّر كالنحافة الزائدة أو السمنة الزائدة أو الخجل الزائد أو حتّى أن يكون اسمه غريبًا نوعًا ما، كلّ هذه الأمور قد توحي للطفل المتنمّر بضعف هذا الطفل وسهولة السيطرة عليه.

أتباع المتنمّر


هناك طرفٌ آخرٌ في هذه الظاهرة قلّما يتمّ الحديث عنه ألا وهو أتباع المتنمّر وعادة ما تتكون صديقين أو ثلاثة ويكون هو القائد المسيطر عليهم، وهم يتأثّرون به وينفّذون تعليماته ويستمدّون منه قوّتهم.

علامات تعرض الطفل للتنمّر

النفور من المدرسة
أو رفض الذهاب إلى مكانٍ معيّن أو الالتقاء بأشخاص معيّنين.
حالات من الخوف
والذعر غير المبرّر.
النوم الزائد أو قلّة النوم.
الانعزالية.
السلوك العدوانيّ
العصبيّة والغضب
والحساسيّة المفرطة.
الانسحاب من الأنشطة العائليّة والمدرسيّة.
كدمات أو جروح غير معروفة المصدر.
فقدان أو زيادة الشهيّة للطعام.
قلة الثقة بالنفس .

التوتر والبكاء لأسباب غير معروفة .

وجود كدمات أو جروح في حال تعرضه للتنمر الجسدي

كما تدل هذه العلامات بقيام الطفل بتنمر الآخرين

ينمو لدى الطفل المتنمر حب الظهور والنرجسية.
يميل دائماً لفرض نفوذه بالقوة والعنف الجسدي.
التحدث دائماً بصوت عالٍ وأحياناً بأسلوب غير أخلاقي للتأكيد على سيطرته ونفوذه.
الكذب دائماً لإختلاق القصص على ضحاياه

والأخطر من كل ذلك أن هذه الآفات الضارة إن لم تواجه بشكل فوري وسليم، سيكون هذا الطفل المتنمر بمثابة البذرة النشطة المتلهفة لنشر الانحراف في المجتمعات، فهو عامل نشر العنف والسرقة والسطو على الآمنين وإظهار السلوك الإجرامي وإدمان المخدرات، عندما يشتد عوده ويكبر. وهذا ما يعطي الأولوية لضرورة التصدي لظاهرة التنمر بكل ضراوة وانتشال أطفالنا من أضرارها.

كيف أواجه هذه المشكلة مع الطفل المتنمر


ينكر الأهل هذه الحقيقة في البداية فليس من السهل عليهم تقبّل تلك الفكرة ومساءلة أنفسهم عن السبب في الخلل الذي طال سلوك طفلهم ومحاولة تصحيحه. وبمجرد تقبّل الأهل لهذه الحقيقة عليهم أن يتحدّثوا مع الطفل بكل صراحة ويحاولوا فهم نظرته للأمور والشيء الذي أوصله لممارسة هذا السلوك العدوانيّ، ومن ثم على الأهل تصحيح الخطأ التربويّ الذي ارتكبوه في حقّ الطفل وفرض القوانين الصارمة التي تردعه عن الاستهتار بالآخرين. أما إذا فشلت كلّ تلك المحاولات فلا بدّ وقتها من استشارة أخصائيٍّ نفسيّ وعرض الطفل عليه ليتمكّن من مساعدتهم بخبرته وبالتعاون مع الأهل والمدرسة.

أما بالنسبة للطفل الضحية

التعامل مع الموقف بجدّية وعدم التقليل من حجم المشكلة.
رافق طفلك إلى المدرسة ودع المتنمّرين يرونك معه ويعلمون أنّك بجواره وستدعمه.


ضرورة إخبار الإدارة المدرسيّة والتحدّث مع أهل الطفل المتنمّر لحلّ الموضوع.
علّم طفلك إحدى رياضات الدفاع عن النفس ليستخدمها مع المتنمّرين عند الحاجة من دون اللجوء إلى العنف.


أخبره بمحاولة تجنّب العراك الجسديّ قدر الإمكان حتى لا يتفاقم الأذى والخسائر.
نبّه طفلك إلى ضرورة عدم تواجده وحيداً والبقاء برفقة الأصدقاء وساعده في تكوين الصداقات.


درّب طفلك على التحكم بمشاعره والتصرّف ببرودٍ مع المتنمّر حتّى يفقد اهتمامه به ويتوقّف عن مضايقته.
حاول استكشاف السبب حول اختيار طفلك كضحيّة للتنمّر وحاول العمل معه على تحسين هذا الجانب إن أمكن.

هذه بعض الطرق للعلاج وينبغي على الأهل إدراك حجم خطورة تعرض الطفل للتنمر حيث تمتد آثاره النفسية لتكون عائقا أمام تكوين علاقات والتواصل مع الأشخاص كما وأن هناك عدد كبير من ضحايا التنمر يقدمون على الإنتحار سواء كان طفلا أو حتى البالغين .

كما أن على عائلة الطفل المتنمر مسؤولية مواجهة كافة أشكال بزوغ العنف لدى أطفالهم، باحتواءهم وتنبيهم بخطورة وضرر ما أقدموا عليه من عنف وتنمر.

هذا وينصح بإستشارة إختصاصين في حال تقاقم الصحة النفسية لكل من الطفل المتنمر والضحية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى