عثمان بن أرطغل وعلاقته بالدولة العثمانية
يلقب بأبو الملوك إسمه السلطان الغازي عثمان خان الأول بن أرطغل ين سليمان شاه القايوي التركماني
وُلد عثمان سنة سقوط بغداد عاصمة الخلافة العباسية في أيدي التتار على يد هولاكو سنة656للهجري يقال في بلدة صوغوت ويقال أيضا في بلدة باسين
نشأ عثمان على حب الجهاد وكان مشحونا بلإيمان والتقوى ودوما ماكان مشتعلا بحبه لإعادة أمجاد المسلمين
كان عثمان ملازما لأبيه أرطغل في جهاده ضد الصليبين وأيضا ملازما لأحد العلماء الصالحين الورعين والذي تعلم على يديه وتزوج فيما بعد ابنته مال خاتون
يذكر أن عُثمان كان يبيتُ في تكيَّة مُعلِّمه الشيخ “إده بالي”، التي ترعرع في ظلها منذ صغره في رحلة طلبه للعلم، وكان للشيخ ابنة اسمها “مال خاتون
وما أن رآها عثمان حتى تعلق بها ورغب بالزواج منها لجمالها وصلاحها. لكن معلمه رفض هذا الزواج، وأصاب عثمان الحزن العميق لرفضه، ومع ذلك أظهر الصبر والجلد، ورفض الاقتران بغيرها حتى جاءه الفرج برؤية رآها، دفعت والدها للتراجع وقبول زواجهما مستبشرًا
وتقول الروايات التاريخية إن عثمان قص على معلمه رؤياه حيث رأى الهلال صعد من صدر شيخه “إده بالي” وبعد أن صار بدرًا نزل في صدره (أي في صدر عُثمان)، ثُمَّ خرجت من صُلبه شجرة كالسراي نمت في الحال حتَّى غطَّت العالم بِظلِّها، واستقرَّت جبالٌ ثلاثة تحتها، وخرجت أنهارُ النيل ودجلة والفُرات والطونة (الدانوب) من جذعها، ورأى ورق هذه الشجرة كالسيوف والرماح يُحوِّلُها الريح نحو مدينة القُسطنطينيَّة. وتحت الأغصان وقف صبيانٌ نصارى شُقر وعلى رؤوسهم تُل أبيض ينشدون الشهادة يتبعها عهد الولاء للسُطان. وكان الخلق من حول هؤلاء الصبيان بلا عدد على شُطوط الأنهار وفي خلجانها، يشربون ويزرعون ويصطنعون الفساقي. وكانوا يتوالدون والخير يورف في ديارهم، دونما يكف الصبيان عن الاستظلال بغصون الشجرة والإنشاد
أمَّا أولاده، فقد أنجب عُثمان ثمانية: سبعة أبناء وبنتٌ واحدة، وهم: أورخان بك، وباظارلي بك، وچوبان بك، وحميد بك، وعلاءُ الدين باشا، ومالك بك، وصاووجي بك، وفاطمة خاتون
كان والد عثمان مؤسس الإمارة العثمانية وعند وفاته أوصى بالحكم لأبنه عثمان عام687 حيث تابع وصية والده وقام بتأسيس الدولة العثمانية العظيمة وقام بفتوحات عظيمة
أهم صفاته القيادية الصبر والشجاعة العدالة والوفاء والجاذبية الإيمانية
لقد بدأ عثمان بن أرطغرل يُوَسِّع إمارته؛ فتمكَّن من أن يضمَّ إليه عام (688هـ= 1289م) قلعة قره حصا (القلعة السوداء)، أو أفيون قرة حصار؛ فسُرَّ الملك علاء الدين سلطان السلاجقة بهذا كثيرًا، فمنحه لقب (بك)، والأراضي التي يضُمُّها إليه كافَّة، وسمح له بضرب العملة، وأن يُذكر اسمه في خطبة الجمعة.
وفي عام (699هـ= 1300م) أغار المغول على إمارة علاء الدين، ففرَّ من وجههم، والتجأ إلى إمبراطور بيزنطة، وتُوُفِّيَ هناك في العام نفسه، وإن قيل: إنَّ المغول قد تمكَّنُوا من قتله، وتولية ابنه غياث الدين مكانه. ثم إن المغول قد قتلوا غياث الدين، ففسح المجال لعثمان؛ إذ لم تَعُدْ هناك سلطة أعلى منه تُوَجِّهُه أو يرجع إليها في المهمَّات؛ فبدأ يتوسَّع، وإن عجز عن فتح أزميد (أزميت)، وأزنيق (نيقية) رغم محاصرتهما، واتخذ مدينة (يني شهر) -أي المدينة الجديدة- قاعدة له، ولقَّب نفسه باديشاه آل عثمان، واتخذ راية له وهي علم تركيا اليوم، ودعا أمراء الروم في آسيا الصغرى إلى الإسلام، فإن أَبَوْا فعليهم أن يدفعوا الجزية، فإن رفضوا فالحرب هي التي تحكم بينه وبينهم، فخشوا على أملاكهم منه، فاستعانوا بالمغول عليه، وطلبوا منهم أن يُنجدوهم منه، غير أن عثمان قد جهَّز جيشًا بإمرة ابنه أورخان، الذي قارب الثلاثين من العمر، وسيَّره إلى قتال المغول فشتَّت شملهم.
ثم عاد واتَّجه إلى مدينة (بورصة)؛ فاستطاع أن يدخلها عام (717هـ= 1317م)، وتُعَدُّ بورصة من الحصون الرومية المهمَّة في آسيا الصغرى، فأمَّن أهلها، وأحسن إليهم، فدفعوا له ثلاثين ألفًا من عملتهم الذهبية، وأسلم حاكمها أفرينوس، فمنحه عثمان لقب (بك)، وأصبح من القادة العثمانيين البارزين.
كان عثمان يعاني من داء النقرس أو المفاصل توفي سنة726بعدما أوصى بالحكم لإبنه الثاني أورخان