جسر “مالابادي” بتركيا.. أكبر قوس حجري في العالم
يضم بداخله حجرات كانت تستخدم للاستراحة والحماية من المخاطر
جسر “مالابادي”، يعتبر أكبر قوس حجري بالعالم، كان ملهما لبناء جسور في مناطق أخرى.
الجسر الواقع في قضاء سيلون بولاية دياربكر جنوب شرقي تركيا، تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).
هذا ويقع الجسر على الحدود الإدارية بين ولايتي دياربكر وباطمان، ويبعد عن مركز قضاء سيلون 23 كلم.
كما يعرف في المصادر التركية باسم جسر “كارامان” أو “آكارامان”، ويقع على نهر “باطمان” بالمنطقة.
وتشير المصادر التاريخية، أن المنطقة كانت تشهد دائما فيضانا للنهر، ما كان يتسبب في تدمير الجسور ويقطع المواصلات.
تم بناء الجسر بشكله الحالي عام 1147، في ظل حكم الآرتوقيين للمنطقة، حيث يعتبر الجسر شعارا لبلدية “سيلون”.
وتجذب مدينة دياربكر بمعالمها التاريخية اهتمام الكثير من السياح والمواطنين، الراغبين في الاطلاع على تاريخ وفنون العمارة عن كثب.
معالم تاريخية
من أهم المعالم التاريخية جذبا للسياح في دياربكر، جسري “أون كوزلو” (Ongözlü) الواقع داخل المدينة (مركز الولاية)، و”مالابادي” (Malabadi) بقضاء “سيلوان”، اللذان يعتبران من أروع 13 جسرا تاريخيا في تركيا.
وعام 2016، أدرجت اليونيسكو، 10 مواقع تركية جديدة على قائمة التراث العالمي المؤقتة، بينها الجسران التاريخيان.
هذا الإعلان رفع عدد الآثار التركية الثقافية والطبيعية المدرجة على قائمة المنظمة الدولية إلى 70 موقعًا، لتحتل تركيا المرتبة الأولى بالقائمة على مستوى العالم.
وأنشئ جسر “مالابادي” على نهر “باطمان” عام 1147، ويعتبر أكبر قوس حجري في العالم.
كما يبلغ طوله 40.86 مترا، وعرضه 7 أمتار، وارتفاعه 25 مترا.
جسر ملهم
وبني الجسر، بحسب الكتابة الموجودة عليه، من قبل الحاكم الآرتوقي تميورطاش بن إلغازي، وجاء لينهي حالة انهيار الجسور السابقة البدائية على النهر.
كما يحتوي الجسر على غرفتين لاستراحة القوافل، التي كانت تعبر منه، فضلا عن وجود حرس على الجسر.
ويعتبر الجسر توأم لجسر موستار (Mostar Köprüsü)، الواقع على نهر “نرتفا” بمدينة “موستار” في البوسنة والهرسك، أحد أعظم الجسور التي بنتها الدولة العثمانية بمنطقة البلقان.
ويتميز جسر “مالابادي”، بامتلاكه قنطرة وحيدة، حيث يضم بداخله حجرات كانت تستخدم للاستراحة والحماية من المخاطر.
مركز للتصوير والسياحة
يعد الجسر التاريخي مكانا مميزا لتصوير الأفلام والمسلسلات، فضلا عن مكانته البارزة في القصص والأغاني الفلكلورية في ولاية دياربكر.
كما يزداد حجم الزيارات إلى الجسر عبر الفصول لالتقاط الصور التذكارية، وهو وجهة مميزة للرحلات الطلابية والعائلية.
وتعتبر المنطقة جزءا من منطقة حضارة الرافدين، وأراضيها خصبة للزراعة.
كما أن التصوير من فوق الجسر وتحته يستهوي الزائرين، الذين يأتي بعضهم لقضاء يوم كامل في أحضان الطبيعة والجسر، بعد أن تم ضبط النهر بسد أقيم من قبل السلطات المحلية، قبل أكثر من عشرين عاما باسم سد “باطمان”.
تاريخ الجسر
ووصف الرحالة الشهير أوليا جلبي (توفي 1682)، الجسر في كتاباته، بأنه “يحتوي على بابين حديدين كما أبواب القلعة، وهناك خان لاستضافة المسافرين بشكل دائم”.
وأضاف: “تتواجد غرف صغيرة أسفل الجسر ينزل بها المسافرون الذين يشاهدون الجسر ويتسامرون مع بعضهم البعض، وبعضهم يصيدون السمك.”
كما أكد أن من الواضح أن الحدادين أظهروا مهارة كبيرة في صنع الحديد الموجود على الجسر وتحويله لتحفة فنية”.
ويدهش الجسر زواره، حيث أن الجمالية والفنية التي أنجز بها تعتبر فنا مميزا وعملا رائعا، خاصة أن القوس الواسع من النادر وجوده في هذه المنطقة، حيث كان يصعب عمل القباب والأقواس الواسعة في تلك الحقبة.
المصدر: وكالة الأناضول