عرف الحاج بكتاش ولي Haji Bektash veli في تركيا بأنه رجل دين وشاعر متصوف وفيلسوف إسلامي ويقال بأن المولد الأصلي لهذا العالم هو فارسي من خوراسان في مدينة نيشابور ويعود أصله إلى والده السيد إبراهيم ساني وأمه خاتم هاتون واللذان يعودان للأصل التركي.
كما عرف بأنه صاحب عقل وعلم وأنه كان إنساناً صادقاً ومعتدلاً وقد تلقى تعليمه الأساسي في المدرسة التركستانية التابعة للمعلم أحمد يوسيفي صاحبة الطريقة اليوسيفية وأدى تلقيه العلم من تلك المدرسة على يد العديد من أصحاب العلم والدين، ومنهم المعلم لقمان بارندا إلى تكوين بنية عقلية صوفية مميزة للحجي بكتاش كما يقال إنه خليفة المعلم أحمد يوسفي للطريقة اليوسيفية.
وبناء على أمرٍ من يوسفي جاء الى الاناضول واستقر بصولوجا قره هيوك الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوب قرشهير بعد أن زار المدن المقدسة مثل مكة والمدينة والنجف والشام والقدس وحلب، وتقول أكثر الكتب التاريخية إنه التقى بالسلطان السلجوقي علاء الدين قيقوباد، ومولانا جلال الدين، وعثمان غازي، وأخي أوران وآخرين، وأرسل 360 من تلاميذه بوظيفة الإرشاد إلى بلدانٍ مختلفة.
أطلق على الحاج بكتاش لقب شيخ المتصوفين إذ إنه قاد ثورة جديدة في الأفكار في زمنه، وإن أكثر المصادر أهمية فيما يتعلق بفهم هذه الأفكار هي مؤلفاته التي تركها والتي تظهر هوية متصوف ناضج.
تبنى أفكاره على أبواب أربعة متتالية وهي: الشريعة، والطريقة، والمعرفة، والحقيقة،ـ ويوجد في كل واحد منها عشر مقامات بحيث يكون مجموعها أربعين مقاماً.
أعلن الرئيس التركي تسمية سنة 2021 باسم حاج بكتاش ولي الذي ساهمت أفكاره في تكوين الهوية الاجتماعية والوحدة في الأناضول، إذ ستكون عنوان الحملات الثقافية والإعلامية على مدار هذا العام، وذكر المرسوم أن عام 2021، وهو الذكرى الـ750 لوفاة حاج بكتاش ولي، الذي كان يبشر بالحب والتسامح والوحدة والتضامن والسلام منذ قرون بأفكاره وتعاليمه، وقد أُدرِجت ذكرى وفاته لدى اليونسكو
يوجد ضريح وقبر بكتاش ولي في قصبة حجي بكتاش الواقعة في مدينة نفشهير وسط تركيا ومنذ عام 1964م حتى الآن، فإن هذا المزار والضريح يزوره السائحون والسكان كمتحف وفي عام 2012 صنف من قبل اليونسكو على أنه من أحد الآثار العالمية، وقد جرى فتح هذا المتحف من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية للعبادة بعد انقطاع دام لمدة 188 سنة.