العالمصحة

ثلاثة دروس يمكن أن نتعلمها من الانفلونزا الاسبانية عام 1918 في مواجهة كورونا اليوم

وباء التهم العالم مثل الحريق، وحصد اكثر من 50 مليون انسان في العالم.

“السرعة والشدة التي ضربت بها كانت لا تصدق، اصابت ثلث سكان العالم” بحسب منظمة الصحة العالمية.

هذا كان وباء انفلونزا عام 1918. وسمي بالانفلونزا الاسبانية رغم عدم وجود اي دليل على أنه بدأ في اسبانيا.

أما اليوم ونحن في عام 2020، فيوجد فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر بسرعة هائلة.

بعض الدروس المؤلمة من وباء 1918 لا تزال لها صلة باليوم. ويمكن ان تساعد في تجنب حصول نتيجة كارثية.

الدرس الاول: لا تتخلى عن التباعد الاجتماعي بسرعة

مستشفي مؤقت في ولاية كاليفورنا، عام 1918

في خلال وباء الانفلونزا الاسبانية، تخلى الناس عن تدابير التباعد الاجتماعي بسرعة وقبل وقتها، مما ادى الى وقوع موجة ثانية من الإصابات كانت أكثر فتكاً من الاولى، بحسب رأي علماء الأوبئة.

في الحقيقة، تجمع كبير واحد في نهاية الموجة الاولى في عام 1918 ساعد في اشعال الموجة الثانية القاتلة.

وهذا التجمع كان في مدينة سان فرانسيسكو الامريكية حيث كان عدد الاصابات الجديدة للفيروس قرابة الصفر. عند ذلك “قال أباء المدينة، دعنا نفتح المدينة. دعنا نقوم بحفل كبير وسط المدينة. سوف نخلع كماماتنا مع بعض”. بحسب ما قال عالم الأوبئة الدكتور لاري بريليانت.

واضاف “بعد شهرين من هذه الحادثة، وبسببها عادت الانفلونزا العظيمة مدوية”.

في الجانب الآخر من الولايات المتحدة الأمريكية، مدينة فيلاديلفيا عانت من مصير مماثل.

وبالرغم من اصابة 600 شخص بالانفلونزا في الساحة البحرية في فيلادلفيا، الا أن المدينة لم تمنع اقامة حفل كان مقرر ليوم 28 سبتمبر (ايلول) 1918.

بعد ثلاثة أيام فقط، سجلت فيلادلفيا 635 حالة اصابة جديدة بالانفلونزا بحسب مركز السجلات والأرشيف في جامعة بنسيلفينيا.

ويذكر بحث جامعة بنسيلفينيا “بسرعة أصبحت فيلادلفيا المدينة التي بها أعلى معدل وفيات من الانلفونزا في الولايات المتحدة”.

وعلى نقيض ذلك، ساينت لويس، التي كانت ايضا لديها حفل مقرر مسبقاً، قامت بالغاءه، وكانت له نتيجة أفضل.

الدرس الثاني: البالغين الشباب والأصحاء قد يكونون ضحايا لأجهزة مناعتهم القوية

مرضى بالانلفونزا في مستشفى عسكري في ولاية كولورادو، عام 1918

وباء 1918 قضى على بالغين شباب كثيرين كانوا أصحاء، بحسب البروفيسور جون باري، المحاضر لدى جامعة تولين، في ولاية لويزيانا.

نسبة الوفيات للأشخاص ما بين 18 الى 50 سنة كانت حوالي ثلثي اجمالي الإصابات. وكان عمر الذروة للوفيات هو 28 عاماً بحسب جون باري، صاحب كتاب الانلفونزا العظيمة.

وبالرغم من ان فيروس كورورنا المستجد يشكل خطورة أكبر على كبار السن ومن لديهم حالات مرضية مزمنة. الا أن هناك الكثير من الشباب الأصحاء الذين أصابهم المرض بشدة أو ماتوا بسبب كورونا.

الدرس الثالث: لا تستعجل باستعمال أدوية غير مثبتة لمكافحة الفيروس

رجال الشرطة يرتدون الكمامات في ولاية واشنطن

وعلى الرغم من التقدمات العلمية والتكنولوجية الهائلة في ال 102 عام السابقة، الا أن الانفلونزا الاسبانية وفيروس كورونا يتشاركون شيئين هامين: عدم وجود لقاح فعال، عدم وجود دواء فغال.

بحسب جامعة ستانفورد، ففي عام 1918 كانت هناك الكثير من الادوية والأعشاب والزيوت التي تستخدم من اجل علاج كورونا، على الرغم من عدم وجود اي اثباتات بمدى تأثيرها على المرضى.

اليوم – في عام 2020 – هناك العديد من الأراء حول مدى فعالية هيدروكسيكلورين (دواء المالاريا) في مكافحة كورونا.

وبعد قيام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإقتراح استخدام الهيدروكسيكلورين قائلاً “ما الذي يمكن أن تخسره؟ جربه” قام الكثيرين باستخدام الدواء وشراءه وتخزينه رغم عدم وجود أي دليل على فعاليته.

وفي سياق متصل، اوضحت دراسة حديثة بأن الهيدروكسيكلورين لم يساعد المرضى المصابين بالكورونا في المستشفيات، على العكس من ذلك، فقط تكون لدى البعض ضربات قلب غير اعتيادية بسبب الدواء.

“وهذا يعتبر دليل على أن الهيدروكسيكلورين لا يبدو أنه يعالج مرضى الكوفيد-19” بحسب كلام الدكتور بول اوفيت، خبير الأمراض المعدية في مستشفى فيلادلفيا للأطفال.

كذلك قام أطباء في البرازيل والسويد بالتعبير عن مخاوفهم من استخدام الكلوروكين (وهو دواء مشابه للهيدروكسيكلورين)، على مرضى فيروس الكورونا بسبب حدوث مشاكل في القلب.

بإختصار، لايزال الأمر غير واضح بخصوص بعض الأدوية ومدى فعاليتها، وهل تسبب أضرار بدلاً من اثار ايجابية.

المصدر: سي ان ان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى