تركياسياحة

عندما كانت آية صوفيا كاتدرائية

مامعنى كاتدرائية أولا :الكاتدرائية هي الكنيسة المركزية التي تكون مقر لمطرات الأبرشية والكاتدرائيات هي كنائس ضخمة وكبيرة وجدت لتليق بلأساقفة وأصحاب الدين الذين نُصّبوا كمقيمين ومشرفين على المسيحية

تسميتها وبداية الإبداع في عمارتها

وسُميت في البداية “ميغالي أكليسيا” أي (الكنيسة الكبيرة)، ثم سُميت بعد القرن الخامس هاغيا صوفيا أي ( الحكمة المقدسة\الآلهية)، وهذا ما تعنيه تسمية آيا صوفيا.

والبناء ذو السقف الخشبي كان مبنى كنيسة آيا صوفيا الأول الذي اُحترق في إحدى حركات التمرد ولم يبقى منه شيئاً، مما جعل الإمبراطور تيودوروس الثاني يقوم ببنائها ثانيةً ويفتتحها للعبادة عام 415م.

تم بناء الكاتدرائية من جدران حجرية وسقف خشبي، وقد تم إكتشاف بعض بقايا هذا البناء في الحفريات عام ،1936 حيث عثر على بقايا درج المدخل وأحجار الواجهة والأعمدة وتيجان الأعمدة وقواعد الأعمدة والتزيينات والأفاريز وهي موجودة اليوم في حديقة متحف آيا صوفيا وأسفل المدخل

ويضم مبناها -الذي استغرق إنشاؤه خمس سنين ويمثل إحدى روائع الفن البيزنطي- قبة واسعةً يبلغ ارتفاعها 55.6 مترا وقطرها 32 مترا، وقائمةً على أربعة أعمدة ضخمة يصل ارتفاع كل منها 24.3 مترا. هذا إضافة إلى جدران بُنيت من الرخام المُستجلب من بلدان عديدة، وزُينت بالفسيفساء الذهبية اللامعة والأحجار الملونة.

ويبلغ طول المبنى الرئيسي 82 مترا، وعرضه 73 مترا، وارتفاعها 55 مترا، ويُدخل إليه من تسعة أبواب. وقد غُطي سطحه بأحجار الفسيفساء،

آية صوفيا وأهميتها عند المسيحين 

تمثل آية صوفيا رمزا ثقافيا عالميا له وزن خاص للمسيحيين الأرثوذوكس في كل مكان، وهي مقصد سياحي ديني للملايين منهم لما تجسده من دلالة دينية وعاطفية.

 ورغم ذلك إلا أن الكنيسة بقيت يُنظر لها كمجرد بناءٍ جميل لمدة 90 عامًا تقريبًا، حتى عُقد مجمع خلدقونية سنة 451م، والذي نتج عنه صدع هائل في المسيحية لا يزال مستمرًّا حتى اليوم، بعدما انقسمت الديانة إلى فئتين كبيرتين؛ الأولى غربية للكاثوليك وكنيستها الأم هي الفاتيكان، أما الثانية فشرقية للأرثوذكس وكنيستها الأم هي آيا صوفيا.

وهكذا باتت «كنيسة الحكمة» كعبة الأرثوذكس وممثلتهم الدينية الرسمية أمام العالم، ما أكسبها مكانة دينية كُبرى في العالم المسيحي

وكان على أي زائر أجنبي ألا يُغادر القسطنطينية إلا بعد أن يزور «آيا صوفيا»، ويستمتع بمعمارها الفريد والكنوز النفيسة التي تحويها.

ويروي ابن بطوطة، أنها كانت مكانًا لآلاف الرهبان الذين سكنوها وانقطعوا فيها على العبادة، وهي العادة التي لم تتوقف على الرجال وحسب، بل امتدت للنساء أيضًا، فيؤكد ابن بطوطة أنه كان بداخلها بناء مخصص للنساء تعيش فيه أزيد من ألف بكر منقطعة للعبادة.

خسارة المسيحين لآية صوفيا

لم تدم أيام المجد المسيحية هذه كثيرًا حيث بدأ محمد الفاتح بعد توليه الحكم ب3 سنوات بالندأ  بالمسلمين لحشد الجيش وفتح القسطنطينية

وفي سبيل منع الفاتح من نيل هذا المجد، أقدم البيزنطي الأرثوذكسي قسطنطين الحادي عشر على خطوة غير مسبوقة؛ استنجد بالغرب الكاثوليكي، ووافق على الاتحاد الكنسي بين روما والقسطنطينية الذي تمَّ داخل كنيسة «آيا صوفيا» في الـ13 من ديسمبر عام 1452م، على الرغم من اعتراض معظم سكان القسطنطينية على ذلك حيث هجر الروم (البيزنطيون) كنيسة آيا صوفيا ونبذوها، فقد تنجست في نظرهم وتدنست على أثر تلك الصلاة (صلاة الوحدة)، وأصبحت في نظرهم كمعبدٍ يهودي أو وثني، وخيَّم الظلام والسكون المُوحِش على هذه الكنيسة العظيمة التي لطاما عجَّت بالصلوات وتصاعد فيها البخور وانتشرت فيها الأضواء.

وتجسَّد الرفض البيزنطي للاتحاد بالكاثوليك مهما كان الثمن في مقولة الرجل الثاني في الدولة البيزنطية لوكاس توتارا:

إنه لمن الأفضل لنا في النهاية أن نرى عمائم الأتراك المسلمين في شوارع القسطنطينية، من أن نرى فيها قلنسوات رجال الدين اللاتين الكاثوليك.

.وهو ما دفع ثمنه لاحقًا البيزنطيون بعد نجاح جيوش العثمانيين في تجاوز أسوار المدينة الحصينة

المراجع محمد الرشيدي من كتابه محمد الفاتح

ابن بطوطة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى