باتت مناطق شرق البحر الأسود في تركيا بجمالها الخلاب مستعدة لاستقبال السائحين بعد انحسار فيروس كورونا (كوفيد- 19) وعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها.
وتتميز المناطق المذكورة بطبيعة ساحرة تجمع تدرجات اللونين الأخضر بأشجارها والأزرق ببحرها، مما يجعلها ملاذاً لكل سائح يبحث عن الهدوء وجمال الطبيعة لتبقى رحلته إليها في ذاكرته كمن سبقه من زوارها.
ويختلف هذا الموسم السياحي عن المواسم السابقة في ظل جائحة كورونا التى اجتاحت العالم، مما أوقف استقبال السياح أكثر من شهرين بعد اتخاذ الحكومة التركية إجراءات احترازية للحد من انتشاره.
وتزامنا مع قرار بعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا الشهر الجاري تستمر المنشآت السياحية شرق البحر الأسود بتقديم طلبات للحصول على شهادة “السياحة الآمنة” لاستقبال السياح المحليين والأجانب عقب اتخاذ التدابير الصحية اللازمة.
عدد من المنشآت حصل على الشهادة
يقول فولكان قانطارجي، رئيس المجلس التمثيلي لاتحاد وكالات السفر في تركيا (TÜRSAB) بمنطقة شرق البحر الأسود ، إن المنطقة التي تضم ولايات طرابزون، وريزة، وغيراسون، وأرتوين، وغوموشهانه، وبايبورت تأثرت جراء وباء (كوفيد 19).
ويوضح قانطارجي، في حديث للأناضول، أن شهادة ” السياحة الآمنة ” التي ظهرت بمبادرات وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي هي أمر غير منتشر كثيراً في العالم.
ويضيف قانطارجي، أن هذه الوثيقة “جعلت كافة المناطق والنقاط السياحية في تركيا صحية وآمنة، الأمر الذي يخولها الحصول على ثقة السياح خاصة الأوروبيين منهم”.
ويشير إلى أنه “بعد الإعلان عن ضرورة الحصول على الشهادة تواصل مدراء الفنادق مع الشركات المعنية ويقومون الآن بالعمل على إتمام استعداداتهم لاستقبال السياح”.
ويضيف قانطارجي، أنه بعد أن تصبح الملفات الخاصة بهم جاهزة يأتي المسؤولون من الشركات المذكورة لإجراء التفتيش والفحوصات اللازمة”.
ويلفت إلى أنه “في حال وجدت أوجه قصور يتم إعطاء مهلة لتعديلها، بعد ذلك يُجرى الفحص مرة أخرى، ومن ثم تبدأ مرحلة منح الاعتماد”.
وفي هذا الصدد، يشير قانطارجي، إلى أن هناك “ثلاثة فنادق في مدينة طرابزون حصلت على شهادة السياحة الآمنة ، فما قدمت 13 منشأة سياحية أخرى طلبات للحصول عليها”، لافتا إلى أن الطلبات “لا تزال مستمرة”.
ويشيد قانطارجي، بالإجراء الاحترازي الذي أقرته الحكومة التركية قائلا، إن “مبادرة وزارة الثقافة والسياحة تعتبر ميزة كبيرة بالنسبة لنا” في إشارة إلى الحصول على ثقة السياح وشعورهم بالأمان الصحي.
ويضيف: “ينبغي الإشارة في هذا الصدد إلى أننا نواصل عملنا معًا لبدء موسم سياحي جيد في أقرب وقت ممكن”.
ويحث قانطارجي المنشآت السياحية على سرعة الحصول على وثائقهم في أقرب وقت ممكن.
ويشير قانطارجي، إلى أن “الالتزام بالتباعد الاجتماعي يحتل المرتبة الأولى للحصول على الوثيقة، تليه النظافة، وتدريب الموظفين والمراقبة المستمرة”
تخطي الوضع بأقل الخسائر
ويتحدث قانطارجي عن السياحة في منطقة شرق البحر الأسود قائلا: “إنها تعني اقتصاد ولايات المنطقة، وهدفنا هو الخروج خلال الموسم السياحي الجاري بعد إغلاق لنحو شهرين ونصف بأقل الخسائر”.
ويضيف: “نريد أن تبدأ حركة السياحة في أقرب وقت ممكن، وجهودنا مستمرة في هذا الأطار “.
ويردف قانطارجي، أنه “إضافة إلى حركة السياحة الداخلية، فإن توقعاتنا للسياحة الخارجية مرتفعة”.
ويشير إلى أن “استثمارات مهمة جرت في مناطق شرق البحر الأسود بتركيا في السنوات الأخيرة مع زيادة عدد المستثمرين والعاملين في القطاع السياحي بالمنطقة.
ويؤكد قانطارجي، أن “وضع تركيا يتحسن كل شهر عن الشهر السابق له”، متوقعا “أن يبدأ السياح المحليون والأجانب بالتوافد إلى منطقة شرق البحر الأسود مع نهاية شهر يونيو حزيران”.
وفي هذا الصدد يلفت قانطارجي، إلى إنهم في رئاسة اتحاد وكالات السفر في تركيا بمنطقة شرق البحر الأسود “يعملون بشكل جاد خلال هذه المرحلة استعدادا للموسم السياحي”.
طرابزون مستعدة لعودة الحياة إلى طبيعتها
في مدينة طرابزون التي يفضلها آلاف السياح المحليين والأجانب أكمل أحد الفنادق التي حصلت على وثيقة السياحة الآمنة استعداداته وهو في انتظار زواره.
ويوضح مدير الفندق محمد أر أصلان ، أنهم “قاموا بكافة التغييرات اللازمة لقواعد النظافة والتطهير”.
ويضيف أر أصلان “راجعنا كافة المعايير الخاصة بالتعقيم والتطهير اللازم ضد (كوفيد- 19)، وقمنا بعمل تعديلات كثيرة في العديد من المسائل المتعلقة بذلك”.
ويردف: “كنا قد بدأنا مرحلة الحصول على شهادة السياحة الآمنة وبالفعل أصبحنا أول فندق يحصل عليها”.
ويؤكد أر أصلان، أن “طرابزون جاهزة لمرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها بعد الوباء، وهي في انتظار زوارها”.
ويعرب أر أصلان عن أمله “بأن ينتهي وباء (كوفيد-19) تماما، وبالتالي تعافي المنشآت السياحية حيث أنها تأثرت بسببه بشكل كبير”.
المصدر : وكالة الأناضول