أطلق موظفون برئاسة الشؤون الدينية بولاية سيواس وسط تركيا مبادرة لتسديد ديون الأسر الفقيرة، المسجلة في دفاتر محلات البقالة ولدى الباعة.
وقد اتبعوا في ذلك تقليد عثماني تضامني قديم يعرف باسم “دفتر الذمم”.
مساعدة الفقراء والمحتاجين
جاء هذا في إطار “مشروع دفتر الذمم” الذي أطلقته هيئة الإفتاء بولاية سيواس العام الماضي (2020).
ووفقا للمشروع فإنه يتم تحديد حي واحد بالولاية كل شهر ومن ثم يتم تسديد ديون الأسر الفقيرة المسجلة بدفاتر الديون لدى محلات البقالة والبائعين.
ويحرص المتطوعون من خلال المبادرة على مراعاة الخصوصية حتى لا يشعر من يتلقى المساعدة بأي إحراج.
كما يحرص المتطوعون على اتباع نفس الطريقة التي كانت إبان عهد الدولة العثمانية.
كان الأغنياء وميسورو الحال يذهبون في الماضي إلى الدكاكين ويشترون دفاتر الديون، وبهذا يكونوا قد سددوا الديون المتراكمة على غير القادرين دون أن يروهم حتى لا يشعرون بأي إحراج.
تقليد عثماني
قال منسق المشروع ومسؤول الخدمات الدينية بهيئة الإفتاء بسيواس، “رجب دوغان” إن المشروع يعد إحياء للتقليد العثماني المعروف.
وأضاف أن المشروع يُطبق لأول مرة بين موظفي الشؤون الدينية، وبتنسيق من هيئة الإفتاء ودعم ولاية سيواس.
كما أوضح “دوغان” أنهم يقومون في إطار المشروع بالتواصل مع أصحاب محلات البقالة والبائعين في الأحياء.
وقال إنه يتم كذلك التنسيق مع مختار كل حي لتحديد الأشخاص أو العائلات التي تعاني من مشاكل مادية.
كما أفاد بأنهم يختارون محلا أو متجراً كل شهر ويسددون ديون الأشخاص المحتاجين في دفتر الديون الخاص بالمحل.
ولفت دوغان إلى أنهم نفذوا هذه المبادرة في 8 أحياء حتى اليوم، وأن الأهالي رحبوا بها كثيراً .
كما أشار دوغان إلى أنهم يهدفون بهذا المشروع أن يشكلوا قدوة للأهالي ليقوموا بدورهم بمواصلة ذلك التقليد المتبع من أيام الدولة العثمانية.
دور للمسجد في مساعدة المحتاجين
من جهته قال “إسماعيل أوداباشي” إمام “مسجد يينلار” بحي “علي بابا” في سيواس إنهم يشاركون في المبادرة حتى يكون لهم دور في مساعدة المحتاجين بالحي من خلال سداد ديونهم.
وأعرب إمام مسجد يينلار بحي علي بابا في سيواس عن سعادته للمشاركة في المبادرة.
المصدر: وكالة الأناضول