كلاب تشم رائحة العرق لتحدد إصابتك بكورونا
في مرحلة مبكرة من وباء كوفيد – 19، دربت عدد من الدول بما في ذلك تشيلي والأرجنتين والبرازيل وأستراليا وبلجيكا الكلاب لاكتشاف المصابين بـكوفيد – 19، وأظهرت تجربة عملية في فنلندا، أن الكلاب في مطار هلسنكي يمكنها اكتشاف المرض تقريبا بنسبة مائة في المائة، ولكن دراسة شارك فيها باحثون من فرنسا ولبنان، نجحت مؤخرا في إثبات هذه القدرة لدى الكلاب بشكل علمي.
بدأ مركز طبي فرنسي يدرب كلاب صيد على تمييز المصابين بكوفيد-19 من خلال رائحة عرقهم، في تجربة هي الأولى من نوعها.كلب من نوع الراعي البلجيكي يخضع منذ شهر لتدريب على رصد كوفيد-19 في عرق البشر، ضمن دراسة في جنوب غرب فرنسا ويقول تييري بيستون، اختصاصي الأمراض المعدية في مركز بوردو الاستشفائي الجامعي، إن الهدف من هذه الدراسة إيجاد حل لزيادة طرق الرصد السريع
ويتعاون المركز مع معهد سيفا للصحة الحيوانية، وهو أكبر مختبر بيطري في فرنسا والخامس عالمياً، في هذا المشروع الذي أعلن أخيراً في الصحافة.
ويستند هذا المشروع المسمى “سينوكوف” على طريقة تحمل اسم “نوزاييس – كوفيد 19” طورها دومينيك غرانجان الأستاذ في الكلية البيطرية الوطنية في باريس، وهي تعزز حاسة الشم لدى الكلب، وقد استخدمت في رصد بعض أنواع السرطان.
ومع الكلب “إليوت” يوجد “مارفل” من نوع لابرادور وثلاثة كلاب أخرى من فصيلتي الراعي البلجيكي والراعي الألماني، وكلها أعضاء في كتيبة للكلاب تابعة للدرك وفرق الإطفاء، تتدرب جميعاً منذ الرابع من يناير/كانون الثاني على “لعبة” جديدة تقوم على رصد آثار تعرق مسحوبة على مدى عشر دقائق من تحت آباط أشخاص مصابين بكوفيد-19 في مراحله الأولى.وتصل بصورة شبه يومية إلى المستشفى الجامعي عينات من العَرَق لتقديمها للكلاب المدربة في مركز للمعلومات أقامه مركز “سيفا”.
فالباحثين يفترضون أنه بمجرد أن يكون الفيروس داخل الخلايا البشرية، يمكنه تحطيم جزيئات معينة في العرق والتنفس والبول والدموع واللعاب والبراز، مما يؤدي إلى توليد مركبات عضوية متطايرة معينة (VOCs).
كيفية التدريب
ويوضح بيارماري بورن، الطبيب المعتمد لدى “سيفا”، أن الكلاب “ترصد المواد العضوية المتحللة الناتجة من الإصابة اى عند سماعه إشارة صوتية من المدرب، يدخل الكلب “إليوت” فمه في مخاريط معدنية، ثم يبدأ فجأة بتحريك ذيله أمام مخروطين بهما عينات من عرق مرضى كوفيد-19، ثم يقوم مدرّبه الذي يكافئه بإعطائه بعض السكاكر ولعبته المفضلة.وكان هذا الكلب قد شارك قبل أيام في مهمة لتتبع أثر أحد المفقودين.
ويقول غرانجان: إن “الكلاب تنجح في معدل رصد 95% من الإصابات بكوفيد-19”. وتخضع هذه الطريقة للاختبار خصوصاً في جزيرة كورسيكا الفرنسية، ضمن مشروع يحظى بدعم 40 بلداً وبعد ستة إلى ثمانية أسابيع من التدريب خلال أربعة أيام أسبوعياً، يتعين إثبات فعالية الكلاب في دراسة في المركز الاستشفائي الجامعي قبل البدء باستخدام هذه الأداة على نطاق واسع. ونسعى في تجربة أداء هذه الكلاب على أنواع مختلفة من العينات لتحديد أوجه مختلفة من المرض، سواء القدرة على فهم مدى خطورة الإصابات أو درجة خطر العدوى أو مستوى الأعراض، وأيضاً المصابين بأشكال متحورة من الفيروس.