تركياسياحةمعالم سياحية وأثرية في تركيا

متحف الحضارات بأنطاليا.. أول بصمة ديمقراطية عبر التاريخ

تم تحويل مبنى جرى بناؤه كمخزن للحبوب عام 129 ميلادية إلى متحف عام 2016

في ولاية أنطاليا التركية، يبرز متحف الحضارات، بموجوداته التي لا تقدر بثمن، حول المعتقدات الدينية والحياة الاقتصادية والاجتماعية للاتحاد الليقي.

ويأخذ المتحف زواره إلى حقبة تطبيق أول ممارسة ديمقراطية في التاريخ.

كما تشير الآثار التاريخية إلى أن الليقيين استوطنوا في الأناضول بالنصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد وعاشوا في منطقة جنوب الأناضول.

وفي قضاء “دمره” بأنطاليا، تم تحويل مبنى جرى بناؤه كمخزن للحبوب عام 129 ميلادية، إلى متحف عام 2016.

متحف الحضارة الليقية

يحتوي المتحف الذي يستقبل زواره تحت اسم “متحف الحضارة الليقية”، على ألف و476 قطعة أثرية تم اكتشافها خلال الحفريات في المدن القديمة جنوبي الأناضول.

وأبرز القطع الآثارية هي باتارا، وميرا، وزاهثوس، وتلوس، وأوليمبوس، التي تعتبر إحدى أهم مدن الاتحاد الليقي.

وتسلط الموجودات الأثرية المعروضة في المتحف الضوء على أبرز المعتقدات الدينية وأنماط الحياة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الليقي، الذي أطلق على نفسه “شعب أرض النور”.

كما توفر للزوار رحلة فريدة عبر التاريخ، في مكان شهد تطبيق أولى الممارسات الديمقراطية في العالم.

الرحلة إلى المتحف

للوصول إلى المتحف، يمر الزوار عبر ميناء “أندريياكي روينس” التاريخي بمدينة “ميرا” القديمة.

وتعتبر المدينة متحفا في الهواء الطلق، لما تحويه من حمامات وكنيسة وساحات دائرية، ومخازن مياه تحت الأرض، التي يعود تاريخها إلى قرون.

كما يحظى الزوار خلال رحلتهم، بفرصة مشاهدة 126 نوعًا من الطيور في الوادي المسمى بــ “جنة الطيور” بجوار المتحف مباشرةً.

ويحتوي المتحف على رسوم تظهر كيفية جلب البضائع إلى الميناء في العصور القديمة، وقطع أثرية بينها نقوش تعرف باسم “نقوش الجمرك”.

كما يحتوي على 12 نصبًا تمثل 12 إلهًا، إضافة إلى منحوتات كبيرة الحجم تم اكتشافها 2020، خلال أعمال التنقيب التي جرت في مدينة “باتارا” القديمة، المجاورة للموقع.

من مخزن إلى متحف

مديرة المتحف، نيلوفر سزكين، قالت إن الموجودات والآثار واللقى التاريخية في المتحف تمنح الزوار أجواءً مليئة بعبق التاريخ والحضارة الإنسانية.

وأشارت شزكين إلى وجود 3 نماذج حول العالم، لمخازن حبوب ترجع إلى العقود الميلادية الأولى.

كما أوضحت أن أحدهم في قضاء “دمره” بأنطاليا، والذي تم تحويله إلى متحف الحضارات الليقية عام 2016.

ولفتت سزكين إلى الأهمية التي كانت تضطلع بها مخازن الحبوب في العقود الميلادية الأولى.

كما أضافت أنها كانت تستخدم كمكان لتجميع الضرائب، والبضائع قبل إرسالها إلى أماكن أخرى.

آثار دينية

تابعت سزكين بالقول أن “ليقيا” تعتبر من الحضارات المهمة التي ازدهرت في منطقة جنوب الأناضول.

وقالت أن الحضارة بنت عددًا كبيرًا من المدن القديمة الموجودة بين مدينتي أوليمبوس بولاية أنطاليا وفتحية بولاية موغلا.

كما أضافت: هذه المدن كانت تتمتع بالاستقلال الذاتي داخل الاتحاد الليقي، إلا أن القرارات المتعلقة بالسياسات الخارجية كان يتم اتخاذها بالتشاور مع جميع المدن الموجودة ضمن الاتحاد.

وتمتعت تلك المدن بحقوق التصويت وفقًا لإمكاناتها الاقتصادية، في ممارسة ديمقراطية تعتبر الاولى من نوعها في التاريخ.

كما أكدت سزكين على أن المتحف يحتوي أيضا على آثار رومانية وبيزنطية وعثمانية.

وأشارت إلى أن الزوار يشعرون بالحماسة خلال معاينتهم لهذا التنوع الاثري بالمتحف.

كما نوهت أن الزوار يستطيعون الوصول إلى ميناء “أندريياكي روينس” التاريخي ومشاهدة 126 نوعًا من الطيور في الوادي المسمى بــ “جنة الطيور” بجوار المتحف مباشرةً.

وختمت سزكين بالقول: المتحف يحتوي أيضًا على العديد من اللقى والآثار التي تنتمي إلى ديانات مختلفة. ففي عام 2010، تم العثور على معابد في المناطق المجاورة للمتحف ترجع للقرن الخامس الميلادي.

المصدر: وكالة الأناضول


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى