تركيا.. متاحف قونية تبحر بزوارها في العهد السلجوقي
المتحف يحتل مكانة مهمة في الثقافة والسياحة التركية
تستحوذ متاحف “مولانا” و”قره طاي” و”إينجه منارة”، في مدينة قونية التركية، عاصمة دولة سلاجقة الأناضول (الروم)، على اهتمام الزوار المحليين والأجانب بموجوداتها التي تعود لفترات مختلفة أبرزها العهد السلجوقي.
ويستقطب متحف “مولانا” (جلال الدين الرومي) سنويًا الكثير من الزوار المحليين والأجانب.
كما يستضيف متحف “قره طاي”، الذي بناه جلال الدين قره طاي، أحد وزراء الدولة السلجوقية، أعمال الخزف المهمة في القرن الثالث عشر.
أما متحف الآثار الحجرية والخشبية في “إينجه منارة” (المئذنة الدقيقة)، فيعرض أبرز الأعمال الحجرية والخشبية النادرة.
وترجع تلك الآثار للفترة السلجوقية والإمارات التركمانية في الأناضول (1299 -1402) والعهد العثماني (1299 – 1923).
المتحف يحتل مكانة مهمة
قال مدير متحف مولانا، ناجي باقرجي، إن المتحف يحتل مكانة مهمة في الثقافة والسياحة التركية، كما أن عدد الزوار يبلغ حوالي 3 ملايين زائر سنويا.
وأوضح باقرجي أن زاوية دراويش المولوية تحولت إلى متحف بعد إغلاقها عام 1925 بقرار من مجلس الوزراء.
كما أشار إلى أنه يعتبر من المتاحف النادرة التي تعرض فيها موجودات خاصة بدراويش المولوية.
ولفت الى أن المتحف يحتوي على حوالي 10 آلاف من الموجودات الأثرية التي تخص دراويش المولوية.
كما أضاف أن البعض منها جاري حفظه في مستودعات خاصة، فيما يجري عرض البعض الآخر.
وأوضح أن المتحف يعرض مجموعة واسعة من لوحات الخط العربي في القسم المسمى “غرفة التلاوة”.
كما يتم في صالة “حضورى بير”، عرض هدايا وهي عبارة عن مصابيح الزيت والشمعدان، قدمها قادة في الدولة السلجوقية والإمارات التركمانية في الأناضول والدولة العثمانية لصالح زاوية الدراويش.
وإلى جانب ذلك، يتم عرض ملابس جلال الدين الرومي ودراويش المولوية في غرف منفصلة.
السياحة الدينية
أكد باقرجي أن متحف مولانا يستحوذ على أهمية خاصة في خارطة السياحة الدينية.
وقال: “زيارة أضرحة رجال الدين الكبار وقراءة الفاتحة على قبورهم تعتبر من تقاليدنا التي شكلت هويتنا الروحية”.
وتابع: “يأتي معظم زوارنا إلى هذا المكان لهذا الغرض، كما يزور المكان عدد كبير من الزوار الأوروبيين المعجبين جدًا بفكر جلال الدين الرومي”.
الترميم جارٍ على قدم وساق بمتحف قره طاي
قال مؤرخ الفن الباحث محمد علي جلبي، إن متحف قره طاي جرى تشييده كمدرسة عام 1251 من قبل الوزير جلال الدين قره طاي، أحد وزراء دولة سلاجقة الأناضول.
وذكر جلبي أن مولانا جلال الدين الرومي كان يلقي محاضرات في المدرسة المذكورة من وقت لآخر.
كما أضاف أن الوزير جلال الدين قره طاي كان يصلي خلف مولانا.
ولفت جلبي الى أن أعمال الترميم بدأت في المكان خلال خمسينات القرن الماضي.
كما أوضح أنه يجري إعادة بناء حجرات الطلبة التي تدمرت بفعل العوامل الطبيعية، وإجراء أعمال حفر وترميم على الواجهة الشمالية الشرقية لمدرسة قره طاي.
وشدد على أن متحف قره طاي هو أحد أهم الأعمال المعمارية التي تعكس فنون العمارة السلجوقية في الأناضول.
كما أفاد بالقول: “يبلغ قطر قبة المتحف (المدرسة) حوالي 12 متراً، وهي من أكبر القباب التي بنيت خلال عهد سلاجقة الأناضول لتزيين القبة.”
وأضاف: “وجرى استخدام قطع الخزف والفسيفساء، كما زينت بآية الكرسي والتي كتبت بالخط الكوفي”.
5 آلاف قطعة أثرية
أشار جلبي إلى أن مدرسة قره طاي استخدمت عام 1955 كمتحف للخزف وقطع الفسيفساء.
وأضاف أنه جرى عرض القطع الأثرية التي تم اكتشافها في قصر “قباد أباد” الذي بناه السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد على شاطئ بحيرة “بك شهر”.
كما ذكر أن المتحف الذي يستضيف ما بين 150-180 ألف زائر سنويًا، يحتوي على ما يقرب من 5 آلاف قطعة أثرية.
سورة الفتح وياسين في متحف المئذنة الدقيقة
بدوره، قال مصطفى براق أرمش، مدير متحف الآثار الحجرية والخشبية في المئذنة الدقيقة، إن المتحف شيّد كمدرسة للحديث، من قبل الوزير صاحب عطا فخر الدين علي، أحد وزراء الدولة السلجوقية في عهد السلطان عز الدين كيكاوس.
وأضاف أرمش أن المدرسة التي حملت اسم “دار الحديث” تعتبر من أجمل النماذج المعمارية التي بنيت في الأناضول خلال القرن الثالث عشر الميلادي.
كما أوضح أن استخدام المدرسة كمتحف بدأ عام 1956، حيث يجري عرض أبرز الأعمال الحجرية والخشبية التي تعود إلى عهود السلاجقة والإمارات التركمانية في الأناضول والعثمانيين.
وأشار إلى أن المتحف يستضيف سنويًا ما بين 22-25 ألف زائر.
المصدر: وكالة الأناضول