مُنح فأر أفريقي عملاق، مدرب على تحري وجود الألغام الأرضية في كمبوديا، ميدالية ذهبية “لشجاعته في إنقاذ الأرواح وتفانيه في تأدية الواجب”.
ويُعرف “ماغاوا” بـ”الفأر الشجاع”، إذ إنه اعتبر الأكثر نجاحاً بين أترابه.
“ماغاو” تلقى تدريبه على يد جمعية أبوبو APOPO الخيرية، التي تهتم بالحيوانات والمسجلة رسميا في بلجيكا وتتخذ تنزانيا مقرا لها.
سجل حافل ومشرف للفأر “ماغاو”
منذ تخرجه من الدورة التدريبية التي حصل عليها، تمكن “ماغاوا” من اكتشاف 39 لغماً أرضياً، و28 جسماً متفجراً.
الفأر “ماغاو” استطاع بمفرده تمشيط وتنظيف أراض بمساحة 141 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 20 ملعب كرة قدم.
تكريم رسمي يعد الأول من نوعه
وجرى رسمياً تقليد الفأر ميدالية “بي دي أس إي” PDSA الذهبية، وهي النسخة المخصصة للحيوانات من ميدالية “جورج كروس” الذهبية.
بهذا التكريم أصبح “ماغاوا” أول فأر يفوز بميدالية “بي دي أس إي” منذ أن بدأت الجمعية المذكورة بتكريم الحيوانات قبل 77 سنة.
وينضم “الفأر الشجاع” بميداليته هذه إلى سجل شرف حافل، يضم كلاباً وخيولاً وحمائم وقططاً شجاعة، سبقته إليه.
تدريبات شاقة
يتم تدريب الفئران على تتبع واكتشاف مركب كيميائي موجود داخل المتفجرات، ويتطلب تدريبها عاماً كاملاً قبل اعتمادها لكشف الألغام.
وتعمل الفئران حوالي نصف ساعة في اليوم في الصباح الباكر. وبمجرد اكتشافها لغم أرضي، تقوم بخدش الجزء العلوي، لتنبيه الفريق الذي يتعامل مع الألغام.
يستطيع «ماغاوا»، الذي يقترب الآن من سن التقاعد، البحث عن الألغام واكتشافها في منطقة تقارب مساحتها ملعب تنس في غضون 30 دقيقة فقط، وهو أمر قد يستغرق من الإنسان أربعة أيام باستخدام جهاز الكشف عن المعادن.
أهمية التكريم بالنسبة لكمبوديا
أكد كريستوف كوكس، المدير التنفيذي لجمعية “أبوبو”، إن الميدالية مهمة بالنسبة إلى الشعب الكمبودي وجميع شعوب العالم، التي تعاني من الألغام الأرضية.
بحسب تقدير “مركز العمل الكمبودي ضد الألغام” قد يكون هناك في الأرض الكمبودية قرابة 6 ملايين لغم وقطعة أخرى غير منفجرة.
وكانت تلك الألغام والأجسام التفجيرية انتشرت في البلاد بين العامين 1975 و1998 إبان النزاعات الداخلية التي سادت في كمبوديا.
ومقارنة بعدد السكان، تضم كمبوديا العدد الأكبر في العالم للضحايا الذين بترت أطرافهم بسبب الألغام، بما يقدر بأكثر من 40 ألف كمبودي.
