“ريزة”.. زاوية من الجنة على أرض تركيا
بدأت السياحة تلعب دورًا محوريًا في تحسين اقتصاد الولاية
“زاوية من الجنة”، هكذا يعرّف السكان المحليون ولاية ريزة في تركيا، المطلة على البحر الأسود.
وقد أصبحت المدينة في الآونة الأخيرة وجهة جديدة للسياح العرب والأجانب والزوار المحليين، لجمال طبيعتها الساحرة.
تلك الولاية التي تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود، في منطقة شمال شرق الأناضول، تتميز بطبيعتها وهضابها الخضراء وجبالها المرتفعة.
بالإضافة إلى مساكنها الخشبية والحجرية، وقلاعها التي تعود إلى العصور الوسطى.
فرصة سياحية في كل فصول السنة
الولاية تتميز أيضا بشلالاتها وينابيع مياهها المتفجرة من بين الصخور، والتي تتدفق بغزارة من ارتفاعات شاهقة لتصب في البحر الأسود.
يقول عنها أهلها إنها منطقة الفصول الأربعة، فكونها مدينة ساحلية على البحر الأسود، ومدينة الجبال والروابي والينابيع، تقدم ريزة فرصة سياحية في كل فصول السنة.
رحلة الوصول إلى ريزة
رحلة الوصول إلى ريزة سهلة، سواءً عبر البر أو البحر أحيانًا، وكذلك عبر الجو.
ويكون السفر جوًا أولًا بالقدوم إلى مطار طرابزون، وبعدها التوجه برًا مسافة 75 كم إلى ولاية ريزة.
كما تعمل السلطات في تركيا حاليًا على إنشاء مطار في ريزة، على مساحة 266 هكتار، ومن المقرر افتتاحه في 2020.
اقتصاد الولاية
تشتهر ريزة بزراعة نبات الشاي الذي يعدّ المصدر الرئيسي لاقتصاد الولاية، ويليه مزارع النحل وصيد الأسماك.
ويبلغ إنتاج الولاية من الشاي 65% من إجمالي ما تنتجه تركيا، بحسب مسؤولين محليين.
على مدار السنوات العديدة الماضية، كان ولا يزال اقتصاد الولاية مبني على زراعة الشاي.
ومؤخرًا بدأت السياحة تلعب دورًا محوريًا في تحسين اقتصاد الولاية.
الشاي في ريزة
قال مدير أحد مصانع شركة “تشايكور” العملاقة كوكسال قصاب أوغلو، إن مصنعهم ينتج يوميًا 150 طنًا من الشاي الأسود، و15 طنًا من الشاي الأخضر.
وأضاف أنّ ما يميز الشاي التركي عن غيره أنه طبيعي وعضوي، كونه لا يتعرض للرش بالمبيدات الحشرية إطلاقًا.
كما قال إن “الشاي الذي يزرع في المنطقة الشرقية للبحر الأسود تغطيه الثلوج خلال شهر الشتاء بسبب الظروف البيئية، لذا لا يستخدم مبيد الآفات في زراعته، ما يجعل بلدنا مثاليا لإنتاج شاي صحي”.
ونوه إلى أن الشركة المملوكة للدولة تشغل 47 مصنعًا في 4 ولايات تركية، معظمها في ريزة.
السياحة
باتت السياحة تلعب دورًا هامًا في تحسين اقتصاد ولاية ريزة، حيث تستقبل سنويًا نحو 800 ألف سائح، وفق إحصاءات حكومية.
حول هذا الموضوع، تحدث إسماعيل خوجة أوغلو، مدير الثقافة والسياحة بولاية ريزة.
قال “خوجة أوغلو” إن سلطات الولاية عملت على العديد من المشاريع في السنوات الأخيرة، وما تزال تعمل، لجذب أكبر عدد ممكن من السياح.
ولفت “خوجة أوغلو” إلى أن عدد السياح في الأونة الأخيرة آخذ في التزايد مقارنة بالسنوات الماضية.
كما أضاف مدير الثقافة والسياحة بولاية ريزة أن أكثر من 800 ألف سائح زاروا الولاية العام الماضي.
وأوضح أنه قبل 10 سنوات تقريبًا كان يبلغ عدد السياح الزائرين للولاية بين 150 إلى 200 ألف زائر.
كما توقع إسماعيل خوجة أوغلو، مدير الثقافة والسياحة بولاية ريزة أن يصل عدد السياح في السنوات القليلة المقبلة إلى مليون.
مطار في ريزة
وحول تهيئة البنية التحتية لاستقبال السياح، نوّه “خوجة أوغلو “إلى أن السلطات تعمل حاليًا على إنشاء مطار في مدينة ريزة، من المقرر أن يفتتح في غضون عامين.
كما قال “إسماعيل خوجة أوغلو “مدير الثقافة والسياحة بولاية ريزة إن المطار معدّ لاستيعاب مليونين ونصف مليون زائر سنويًا.
فنادق 5 نجوم
بخصوص تطوير عوامل الجذب السياحية، ذكر “خوجة أوغلو” أنه بحلول نهاية العام سيكون هناك ثلاثة فنادق من فئة الخمس نجوم جاهزة للخدمة.
كما رجح “إسماعيل خوجة أوغلو “مدير الثقافة والسياحة بولاية ريزة أن يرتفع عدد الفنادق من فئة الخمس نجوم إلى 7.
وعرض “خوجة أوغلو” لكتيب تعريفي بالولاية، يعرّف بأبرز وأهم المعالم السياحية بالمنطقة.
الكتيب يضم كذلك معلومات مفصلّة مع صور عن ثقافة وتقاليد ونشاطات أهالي المنطقة؛ وأهم معالمها، وأشهر مأكولاتها.
خضرة دائمة في منطقة شرق البحر الأسود
خليل توران رئيس بلدية قضاء غوني صو، بدوره، تحدث عن جمال المنطقة وطبيعتها الخلابة.
قال “توران” إن الفضل في جمال الطبيعة والحفاظ على خضرتها بشكل دائم في منطقة شرق البحر الأسود يعود إلى هطول الأمطار المستمرة بخلاف غيرها من الولايات.
وأضاف: “ولاية ريزة هي بالفعل زاوية من الجنة، والزوار والسياح هم أكثر من يستطيع ملاحظة ذلك من أهالي المنطقة أنفسهم”.
السياحة في مناطق البحر الأسود
حول السياحة، قال توران إن السياحة في مناطق البحر الأسود الشرقية بدأ اكتشافها من جديد.
ولفت أن القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام المحلية في تركيا لعبت دورًا كبيرًا في نقل جمال طبيعة ريزة إلى العالم.
شلالاتها وطبيعتها الخضراء
راكان العجمي، سائح من الكويت، قال إن أكثر ما لفت نظره في ريزة هو شلالاتها وطبيعتها الخضراء.
وأضاف أن السائح حين يرى المناظر الطبيعية في المنطقة يكاد للوهلة الأولى يحسبها لوحة فنية ساحرة، وهذا بالأساس ما جذبنا لزيارة المنطقة.
كما أشاد العجمي بطرق النقل المضبوطة الخالية من المخاطر، وبقيادة الناس فيها، كما عبّر عن امتنانه للشعب التركي “الطيب والمحترم”.
ويقوم العجمي، باستكشاف أي منطقة قبل زيارتها سواءً عن طريق مواقع الانترنت، أو عبر أهله وأصدقائه.
كما قال إن وجهته التالية بعد ريزة ستكون طرابزون المجاورة، وبحيرة أوزون غول المشهورة فيها.
وأضاف أن الدافع الرئيسي لزيارته هذه المناطق هو جمال الطبيعة المغطاة بلون الأشجار ونباتات الشاي الخضراء والممزوجة بلون الشلالات والمياه.
مسجد “القبلة”
تضم الولاية الكثير من المناطق والمعالم السياحية التي تستوقف زوارها من عشّاق الطبيعة الساحرة ومن أبرزها مسجد “القبلة” الذي يتربع على قمة الجبل الذي يحمل نفس الاسم.
يُطل المسجد على منظر في غاية الجمال، تحفّه الجبال المغطاة بالنباتات والأشجار، بعد ترميمه وإعادة بنائه.
كما يُعرف الجبل باسم القِبلة، لأنه قائم باتجاه القبلة، فضلا عن إمكانية رؤيته من الكثير من أقضية الولاية.
أُعيد بناء المسجد، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن التاسع عشر، في إطار مشروع استغرق إنجازه عاما ونصف العام.
وقد كان المسجد مصنوعا من الخشب، إلا انه تعرض للحريق عام 1960، فأعيد بناؤه من الحجر.
قعلة زيل كالي
بالإضافة إلى المسجد، تعد قعلة زيل كالي (Zil Kale)، من أهم الآثار الملفتة في المنطقة، حيث أنشئت على صخرة قاسية على سفح وادي نهر فيرتينا (العاصفة).
يبلغ ارتفاع الصخرة التي أنشئت عليها القلعة 750 مترًا عن سطح البحر، وتتشكل القلعة من 8 أبراج.
شلّال غلين تولو
ومن أبرز معالم الولاية ايضا، شلّال غلين تولو (غربول العروس)، الذي يقع على مسافة 90 كم عن مركز مدينة ريزة وهو في مركز أيدر السياحي.
ويعتبر شلّال غلين تولو أشهر الشلالات وأكثرها تصويرًا، وأخذ هذا الاسم لأن شكل صب الماء فيه يشبه غربول العروس، ويتدفق عبر واد طويل ليصل إلى نهر فيرتينا.
معالم أخرى
أما بحيرة “عنبر”، فهي بحيرة بركانية تقع في الجزء الجبلي من الولاية، على ارتفاع 2999 متر، عن سطح البحر.
ويعد مركز آيدر للمياه الحارة، من المعالم البارزة بالولاية أيضا، ويبعد 87 كم عن مركز مدينة ريزة، ويقدم خدماته في تركيا باعتباره مركزًا سياحيًا منذ 1987.
نهر “فيرتينا”، يعد هو الآخر معلما مهما بالولاية، ويتشكل بتوحد الينابيع المتفجرة من سفوح جبال كاتشاكار المطلة على البحر الأسود.
ويعتبر النهر أهم أماكن سياحة الأنهار في ريزه، ويبلغ طوله 57 مترًا، ويجري بين حقول الشاي وبساتين الفواكه.
كما يقدم النهر فرصة رياضة التجديف، التي تثير حماس السياح، وتنفذ بواسطة جولات احترافية تنظمها وكالات مرخصة فقط.
المصدر: وكالة الأناضول