بإنسانية وتضامن.. سياسة خارجية فعالة لتركيا خلال الجائحة
نافست تركيا الكثير من الدول في مجال التعاون الدولي من خلال تعاملها الإنساني مع أزمة كورونا
اتبعت تركيا خلال فترة انتشار فيروس كورونا المسبب لمرض “كوفيد- 19″، سياسة تتحلى بالإنسانية والمسؤولية العالية، وقدمت نموذجًا في التعاون والتضامن سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
وبدأ تفشي الفيروس عالميًا في يناير/ كانون ثان 2020، وأعلنت منظمة الصحة العالمية آنذاك، أن فيروسا تاجيا جديدا كان سببا لمرض تنفسي في مجموعة من الناس بمدينة ووهان الصينية.
ومنذ بدء انتشار الفيروس من ووهان إلى باقي دول العالم على شكل جائحة وبائية، نافست تركيا الكثير من الدول في مجال التعاون الدولي من خلال تعاملها الإنساني مع تلك الأزمة الصحية.
وفي هذا الإطار نفذت تركيا أكبر عملية إجلاء في تاريخها لرعاياها الموجودين بالخارج، وكذلك قدمت مساعدة لإجلاء مواطنين من دول أخرى خلال فترة الوباء.
جاء ذلك طبقا لمعلومات واردة في كتيب بعنوان “سياستنا الخارجية الإنسانية والمبادرة” أعدته وزارة الخارجية التركية بمناسبة بدء مباحثات الميزانية بلجنة الميزانية والتخطيط بالبرلمان التركي.
إجلاء مواطنين أتراك وأجانب
وتشير المعلومات الواردة في الكتيب، أنه تم إجلاء أكثر من 100 ألف مواطن تركي من 141 دولة حتى تاريخ 13 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري.
كما تشير إلى مساعدة تركيا في إجلاء 37 ألف و682 أجنبي من 91 دولة في الفترة من 17 مارس/ آذار حتى 11 يونيو/ حزيران الماضيين.
وخلال تلك الفترة تابعت تركيا عن كثب، جميع المشاكل الصحية الخاصة بمواطنيها في الخارج، إضافة إلى الاهتمام بمشاكلهم المتعلقة بالجنازات وبالمشاكل المادية.
وأشار الكتيب إلى أنه حتى 20 نوفمبر الجاري بلغ عدد المواطنين الأتراك الذين توفوا بالخارج بسبب وباء كورونا، 1258 شخصا.
وأحضرت تركيا جثامين 954 من المتوفين الأتراك إلى البلاد بناء على طلبات من ذويهم، كما ساعدت الدولة عائلاتهم في أمور الدفن والجنازة.
التضامن والتعاون الدوليين
استجابت تركيا للدول التي طلبت مساعدة خلال فترة انتشار وباء كورونا، مقدمة أفضل نموذج للتضامن والتعاون الدولي.
وبحسب المعلومات الواردة، استجابت منذ انتشار الفيروس في العالم لطلبات 156 دولة، إما عن طريق التبرع أو السماح بالتصدير لها.
وإضافة إلى ذلك، استجابت أنقرة، وفق الكتيب، لطلبات 9 مؤسسات دولية لتزويدها بمستلزمات طبية.
وساهمت كثيراً في جهود العديد من المؤسسات والمحافل الدولية كالأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، والمجلس التركي، ومجموعة “ميكتا”، ومنظمة التعاون الإسلامي.
كما كانت تركيا من المشاركين في تقديم مشروع قرار بعنوان “التعاون الدولي في إيصال المستلزمات والمعدات الطبية واللقاح خلال مكافحة (كوفيد-19)” للجمعية العمومية بالأمم المتحدة.
وأكدت تركيا على أهمية التعاون الدولي متعدد الأطراف في مكافحة الوباء، كما كانت من الدول الأعضاء في مجموعة التنسيق الدولي البارزة بهذا المجال.
فترة حرية التنقل والسفر
وذكرت المعلومات تركيا ألغت في 11 يونيو الماضي القيود المفروضة على سفر مواطنيها والأجانب من وإلى البلاد، في سبيل اتخاذ الخطوات اللازمة لتنشيط السياحة والسفر.
وعقب رفع القيود، وفق الكتيب، بدأت حركة الطيران مجدداً مع 90 دولة.
وخلال تلك المرحلة رفعت العديد من الدول القيود والتحذيرات المفروضة على السفر إلى تركيا نتيجة الجهود التي بذلتها الخارجية التركية.
كما تم التعريف للدول الأجنبية، بحسب ما ورد في الكتيب، بـ”برنامج الساحة الآمنة” الذي أطلقته وزارة السياحة والثقافة.
ونتيجة لتلك الجهود زار تركيا العديد من السياح من عدة دول مثل بريطانيا وألمانيا وأوكرانيا وبولندا وصربيا.
يذكر أن العديد من المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية تشيد بجهود تركيا في مكافحة الوباء، إذ أنها لا تكتفي عند حدود تلبية احتياجات شعبها فحسب، بل تعمل على الاستجابة قدر المستطاع لدعوة كل دولة تطلب منها المساعدة.
المصدر: وكالة الأناضول