مترو مرمراي.. “مشروع العصر” نقل أكثر من 500 مليون راكب منذ افتتاحه
مشروع حلم به السلطان عبدالحميد وتم تنفيذه بعد 150 عاما
تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الـ 7 لدخول خط مترو “مرمراي“، الخدمة واصلاً بين شقي إسطنبول الأوروبي والآسيوي.
افتتاح مشروع العصر عام 2013
في 29 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2013، تم افتتاح مترو “مرمراي”، أو “مشروع العصر” كما يطلق عليه إلى الآن.
الافتتاح تم بحضور الرئيس التركي آنذاك، عبدالله غل، ورئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، وزعماء بلدان وحكومات أخرى حول العالم.
وقد استقل “غل”، وأردوغان، حينها الرحلة الأولى لمترو مرمراي بين شطري مدينة إسطنبول.
مترو مرمراي.. 43 محطة، 14 منها في الشطر الأوروبي
بحسب بيانات وزارة النقل والبنى التحتية التركية، فقد نقل “مرمراي” أكثر من 502 مليون راكب خلال السنوات الـ 7 الأولى من دخوله الخدمة.
في المرحلة الأولى، دخل خط المترو المذكور، الخدمة في محطات محدودة، ليتم توسيعه لاحقاً.
وبات الخط الآن لديه 43 محطة، 14 منها في الشطر الأوروبي من إسطنبول.
رحلات تعادل الدوران حول الأرض 367 مرة
بإمكان “مرمراي” نقل 3 آلاف و56 راكباً في الرحلة الواحدة، التي يبلغ عدد عرباتها بين محطة البداية والنهاية 10 عربات.
أجرى “مرمراي”، منذ افتتاحه وحتى الآن، 697 ألف و579 رحلة بين شطري إسطنبول، أي ما يعادل الدوران حول الأرض 367 مرة.
حلم السلطان عبد المجيد الذي تحول إلى واقع
مشروع قطار “مرمراي” كان حلما راود السلطان العثماني عبد المجيد الذي طمح عام 1860 لإقامة خط حديد في قاع البوسفور يربط آسيا وأوروبا.
هذا المشروع كشفت عنه مجموعة من التصاميم القديمة، صورت أنبوباً مائياً عائماً تسنده ركائز، ولكن لم تسمح التقنيات حينها بتحقيقه.
جاء رئيس الوزراء التركي الأسبق، رجب طيب أردوغان، لينفض الغبار عن هذا المشروع.
وتواصلت الدراسات والجهود حتى تم التوصل إلى صيغة نهائية يمكن تطبيقها لمشروع المترو الذي يربط بين شطري إسطنبول.
مشروع بتكلفة 3 مليارات دولار
وقعت الحكومة التركية اتفاقية قرض مع البنك الياباني للتعاون الدولي في 1999 لتمويل تحديث جزء من الخط الحديدي والجزء المار في قاع البوسفور.
وقبل ذلك وقعت الحكومة اتفاقية مع بنك الاستثمار الأوروبي لتمويل تطوير خطوط الحديد الواصلة إلى النفق.
اتفاقية بنك الاستثمار الأوروبي شملت كذلك شراء المعدات والمواد اللازمة لمشروع كلفته الإجمالية ثلاثة مليارات دولار.
11 كتلة خرسانية في النفق أسفل البوسفور
يبلغ طول الخط 13500 متراً، منها 1386 متراً عبارة عن نفق يربط ضفتي مدينة إسطنبول، ويمر تحت مياه البوسفور.
يقع النفق الذي ترجع تسميته إلى بحر مرمرة، على عمق ستين مترا تحت الماء، بحفر خندق في القاع يمتد بين الضفتين.
تم إنزال 11 كتلة خرسانة ضخمة، في النفق ارتفاع الواحدة 8.75 أمتار وعرضها 15.50 مترا.
وقد تم إنزال وربط آخر كتلة خرسانية في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2008، بحضور أردوغان الذي عبر البوسفور يومها مشيا.
بعد ذلك تم تسوية سطح القاع وإعادته إلى حالته الأولى، حفاظا على حركة مرور الأسماك المهاجرة، عبر المضيق فوق خط المشروع.
لأول مرة.. عربات بدون حواجز
تختلف قطارات “مرمراي” -التي تقطع المسافة بين القسمين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول في أربع دقائق- عن باقي قطارات المترو السابقة عليه.
الاختلاف يتمثل في أن عرباتها ليست مقسمة، أي أن الراكب يمكنه التنقل من أول القطار إلى آخره دون حواجز.
ويعزو المسؤولون عن المشروع، السبب في ذلك إلى اعتبارات أمنية وتنظيميه، خاصة ليلاً عندما يقل عدد المسافرين.
من أهم تلك الاعتبارات، أن الركاب لن يكونوا معزولين، وهذا يقوي شعورهم بالأمان، فضلاً عن منع الازدحام في عربات دون أخرى.
احتياطات أمان لأقصى درجة
لأن مدينة إسطنبول تقع قرب منطقة زلزالية نشطة، فقد شيّد المهندسون النفق بشكل يوازي حركة طبقة البوسفور تحت بحر مرمرة عند حدوث الزلزال.
كما أن النفق معزول عن التماس مع مياه البحر بواسطة طبقة من الإسمنت الخاص والقوي بمسافة عشرة أمتار.
إضافة إلى تجهيز النفق بممرات آمنة، مجهزة بكافة التدابير لمختلف سيناريوهات الطوارئ، من زلازل وحرائق.
خلال الحفر.. اكتشاف آثار تعود لأكثر من 8 آلاف سنة
كان يفترض أن يرى مشروع “مرمراي” النور بعد خمس سنوات من انطلاق الأشغال فيه عام 2004.
لكن اكتشاف آثار قديمة للدولة البيزنطية، وأخرى تعود إلى أكثر من ثمانية آلاف عام في منطقة “يني كابي”، حال دون ذلك.