تمكنت مديحة طومبول (69 عاما)، موظفة متقاعدة تقيم في دار لرعاية المسنين بولاية بورصة غربي تركيا، من تعليم زميلتها في الغرفة القراءة والكتابة معيدة لها الرغبة في الحياة.
شهور مليئة بالحزن
عانت عائشة جاقر (71 عامًا)، زميلة طومبول في الغرفة، شهورًا مليئة بالحزن بعد أن عاشت وحيدة عقب وفاة أختها التي شاركتها نفس الغرفة لسنوات عديدة في دار رعاية المسنين بمنطقة إزنيق في بورصة.
وبعد وفاة شقيقتها، بدأت جاقر مشاركة غرفتها مع طومبول، التي تشتهر بإيجابيتها ولطفها ووجهها الباسم.
كما تمكنت من تعليم جاقر الأحرف الأبجدية ومهارات القراءة والكتابة خلال شهر ونصف.
شاركت في مجموعة من الأعمال التطوعية
قالت طومبول، إنها شاركت في مجموعة من الأعمال التطوعية لمساعدة النساء المعنّفات بعد تقاعدها من الخدمة المدنية (الوظيفة الحكومية) عام 2001.
كما أوضحت أنها شغلت منصب رئيس جمعية نيلوفر الخيرية في بورصة.
وأضافت أنها جاءت إلى دار المسنين في إزنيق يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبدأت منذ دخولها بالتفكير مع عدد من أصدقائها في الطريقة الأفضل لاستغلال الوقت.
دروس لمحو الأمية
أشارت أنها بدأت بتنظيم دروس لمحو الأمية لـ “جاقر”، بعد أن أبدت الأخيرة رغبتها في تعلم القراءة والكتابة.
تابعت طومبول : “بدأت تنظيم دروس يومية لصالح جاقر التي لم يتسن لها أن تمسك قلمًا أو أن تتعلم القراءة والكتابة في حياتها. “
كما أكملت: “أعتقد أننا حققنا تقدما ممزوجا بالدردشة وقضاء الوقت الممتع. اليوم بات بإمكانها معرفة الحروف وقراءة الكلمات وكتابتها”.
فقدت معنى الحياة قبل أن تبدأ تعلم القراءة والكتابة
بدورها، أوضحت جاقر أنها تقيم منذ مدّة طويلة في دار رعاية المسنين، قائلة “جئت مع أختي إلى هنا قبل أن تتوفى وأبقى وحيدة. عشت فترة مليئة بالحزن.”
كما أضافت: “أحسست أني فقدت معنى الحياة قبل أن أبدأ تعلم القراءة والكتابة. التعلم جعل حياتي ذات معنى”.
ولفتت إلى أنها تعلمت الأحرف الأبجدية، معتبرة أن ذلك شيء ممتع للغاية.
قالت: “لم أمسك طوال حياتي قلمًا ولم أتلق أي نوع من أنواع التعليم قبل أن تتبرع طومبول لتعليمي القراءة والكتابة”.
وتابعت “أحببت جدًا القراءة وسأواظب عليها مع الكتابة بشكل مستمر لتطوير مهاراتي اللغوية”.
تغيرت حياة العمة عائشة
من جهتها، لفتت المختصة النفسية في دار رعاية المسنين أمينة جقمق، الانتباه إلى الالتزام الجاد للغاية الذي أظهرته جاقر تجاه التعلم بعد أن شعرت بأهميته.
وأضافت جقمق: “قضت جاقر معظم سنوات حياتها بصحبة شقيقتها. وبعد وفاتها عاشت فترة عصيبة مليئة بالحزن على فقدانها لرفيقة حياتها”.
كما أردفت “كانت تشعر بالوحدة. كنت أقوم بزيارتها بانتظام. كانت في الكثير من الأحيان تظهر عدم رغبتها في المشاركة بالأنشطة التي تنظمها إدارة دار المسنين”.
وتابعت: “بعد وصول العمة مديحة إلى دار المسنين، تغيرت حياة العمة عائشة رأسًا على عقب.. نشأت بينهما صداقة لطيفة للغاية”.
كما أوضحت “بدأت العمة عائشة العودة إلى الحياة الاجتماعية ثم بدأنا نراهما معًا في كل مكان.”
وأكملت: “ذات يوم جاءت العمة مديحة وقالت: نريد تعليم القراءة والكتابة لأولئك الموجودين هنا، وخاصة العمة عائشة. هل يمكنكم دعمنا؟ قمنا على الفور بتوفير الكتب والأقلام”.
اختتمت جقمق كلامها قائلة “لقد ساهم هذا النشاط في تحفيز عائشة على التمسك بالحياة والعودة للحياة الاجتماعية”.
المصدر: وكالة الأناضول