تركيامنوعات

الأديبة خالدة أديب اديوار روائية حرب استقلال تركيا

الذكرى 57 لوفاة الأديبة خالدة أديب أديوار، التي كان لها مساهمات كبيرة في تأسيس الوكالة، والتي كانت توصف بأنها “روائية الحرب الوحيدة في تركيا”، و”شعلة الأدب العثماني”.

سوف نتعرف فى هذا المقال على نبذة من حياة

خالدة اديب والتى عرفت فى حرب الاستقلال

بـ”الأونباشي” (العريف)

وُلدت الأديبة في حي بشيكتاش بإسطنبول عام 1884، حيث كان والدها محمد أديب يعمل أحد كتاب الخزينة السلطانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.ثم التحقت بالمدرسة الثانوية الأمريكية للبنات في أوسكودار بإسطنبول عام 1893، لكنها اضطرت إلى ترك الدراسة بعد عام واحد ولكن تلقت دروساً خاصة في اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية

قام مدرس اللغة الإنجليزية بتشجيعها على ترجمة كتاب “الأم” (Mother) للعالم الأمريكي جون أبوت، الذي كان سبباً في حصولها على “وسام الرحمة” من السلطان عبد الحميد الثاني.

التحقت أديوار مرة أخرى بالمدرسة الثانوية عام 1899 وأنهتها عام 1901، وفي العام نفسه تزوجت وانجبت طفلين وكان زوجها معلم رياضيات و بدأت أديوار نشر مقالات بتوقيع “خالدة صالح” في صحيفة “طنين” العثمانية، التي كان يديرها الأديب توفيق فكرت، وبعد فترة واصلت النشر في عدة صحف ومجلات مثل يكي طنين “شهبال”، “مصور”، و”محيط”،”محاسن”،”رسيملي رومان” وتعرضت للتهديد بسبب الكتابات الخاصة بها فسافرت إلى مصر

وبعد رجوعها الى تركيا في عام 1910 انفصلت عن زوجها صالح زكي، وعملت معلمة بمدارس البنات ومفتشة بمدارس الأوقاف بتكليف من سعيد بيك ناظر المعارف (وزير التعليم) آنذاك.وكانت الأحياء الفقيرة بإسطنبول مصدر إلهام لها لتأليفها رواية “سينكلي بقال” (بقال الذباب).

وخلال حرب البلقان أسست أديوار جمعية “ارتقاء النساء” بهدف زيادة نسبة المتعلمات وتمكين دور المرأة في المجتمع العثماني، وبتكليف من جمال باشا (قائد عثماني) سافرت إلى سوريا لتنظيم المدارس في بيروت ودمشق.

وفي عام 1917 تزوجت أديوار بعدنان أديوار بتوكيل أرسلته إلى والدها وهي في سوريا، وفي العام نفسه كتبت رواية “حكم موعود”، وأول مسرحية لها “رعاة كنعان”، وخلال الفترة من 1918 إلى 1919 تولت تدريس مادة الأدب الغربي بمدرسة دار الفنون في إسطنبول.

الى جانب مشاركتها كخطيبة في المؤتمرات الجماهيرية التي نظمت بأحياء الفاتح والسلطان أحمد وأسكودار في إسطنبول، عقب احتلال القوات اليونانية إزمير عام 1919 (الحرب العالمية الأولى). وكان وقع كلماتها في نفوس الجماهير مؤثراً كما ساهمت الأديبة من خلال كتاباتها في الصحف والمجلات مثل “بويوك مجموعة” و”وقت”، في تعزيز الروح المعنوية لمقاومة قوات الاحتلال (الحلفاء في الحرب العالمية الأولى).

وكان لها الفضل فى تاسيس وكالة اعلامية لنقل تطورات وأنباء حرب الاستقلال وإبلاغها إلى جميع نقاط التلغراف في الوطن، وبالتالي إلى المساجد بقرار من مصطفى كمال اتاتورك وأعلن تأسيس الوكالة بالقرار التاريخي الذي أرسله مصطفى كمال إلى كل أرجاء البلاد التي اندلعت فيها شرارة الكفاح الوطني”واطلقت عليها وكالة الاناضول

وساعدت اديوار فى تأسيس صحيفة “سيادة الشعب”في أنقرة، كما ترجمت الصحف الأجنبية إلى التركية العثمانية، وتولت رئاسة فرع الهلال الأحمر في أنقرة. وحصلت على ترقيات متعددة فى خلال ونهاية حرب صقارية وبعد إعلان قيام الجمهورية التركية، واصلت أديوار حياتها الأدبية بالكتابة في عدة صحف ومجلات مثل “آقشام” و”دركاه” و”إقدام” و”وقت” و”تلغراف”.

عاشت أديوا ر خارج تركيا لمدة 14 عاماً مع زوجها حتى عام 1939، وخلال تلك الفترة كانت تلقي دروسا في الجامعات البريطانية وتشارك في المحاضرات والمؤتمرات الأدبية في كل من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة.

وفي السنوات الأخيرة من عمرها تفرغت تماماً للكتابة الأدبية ودونت مذكراتها في كتاب بعنوان “المنزل ذو الأغصان الأرجوانية”.

توُفّيت الأديبة في 9 يناير1964 عن عمر يناهز 82 عاماً، بمقبرة “مركز أفندي” في إسطنبول.

امتدح عديد من الشعراء والأدباء الأتراك خالدة أديب أديوار، وعلى رأسهم الروائي بيامي صفا الذي قال عنها إنها “روائية الحرب الوحيدة في تركيا”، ووصفها الشاعر نجيب فاضل بأنها “فخر للمرأة التركية”، وقال عنها شريف مارديني إنها “شعلة الأدب العثماني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى