تركيا

ممرضات تركيا على الخطوط الامامية في المعركة ضد فيروس كورونا تعرف على المزيد…

تواصل الممرضات في تركيا، تقديم التضحيات الكبيرة والكفاح المتواصل على الخطوط الأمامية في المعركة ضد فيروس كورونا، لإنقاذ أرواح المرضى على حساب سلامتهن الخاصة.

وأجرى فريق من وكالة الأناضول، جولة في مستشفى تركان أوز إيلخان الحكومي بولاية إزمير التركية (غرب)، رصد من خلالها جهود أكثر من 300 ممرضة وممرض في إطار مكافحة فيروس كورونا.

تعمل الممرضات على وقاية أنفسهن من الفيروس باستخدامهن ملابس واقية داخل المستشفى، خلال مساعدتهن المرضى وتوفير احتياجاتهم بشكل مستمر على مدار الساعة.

بالنسبة للممرضات، فإن كل سيارة إسعاف تصل إلى الطوارئ ترمز إلى حياة لا بد من إنقاذها، في الوقت الذي تجهد فيه أخريات للعناية بالحالات المؤكدة أو المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تنشغل فيه بعضهن بأخذ عينات من المرضى المشتبه بإصابتهم بكورونا، وإجراء الفحوصات اللازمة على الحالات الإيجابية، تظهر ممرضات أخريات، مثالًا رائعًا على الشجاعة والتضحية من خلال العمل أحيانًا لساعات إضافية من أجل مساعدة المرضى رغم مخاطر العدوى.

ويمكث العديد من الممرضات في مساكن خصصت لإقامتهن، خوفًا من نقلهن الفيروس إلى أقاربهن، منذ تسجيل أولى حالات الإصابة بالفيروس المستجد في البلاد.

ومنذ ذلك التاريخ، بدأت المستشفيات الحكومية والخاصة باتخاذ التدابير اللازمة وتوفير الخدمات التشخيصية والرعاية الصحية للمصابين.

وتعمل الممرضات في وحدات العناية المركزة، على تنظيم الجرعات الدوائية المقدمة للمرضى وتوفير جميع احتياجاتهم، بعد ارتداء طبقة أخرى من الملابس الواقية فوق ملابسهن البيضاء إضافة إلى ارتداء النظارات والقفازات والكمامات.

– الجيران يحضرون الطعام لأطفالي

تقول كيزام تمل طاش (27 عامًا)، تعمل كممرضة في وحدة العناية المركزة، إن العاملين في قطاع الرعاية الصحية واجهوا صعوبات جمة في بداية انتشار فيروس كورونا.

وأضافت تمل طاش لمراسل الأناضول، أن عدد المرضى في تركيا انخفض بشكل عام بسبب التضحيات والجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في مجال الرعاية الصحية.

ولفتت أنها أصيبت وتعافت من فيروس كورونا، معربة عن سعادتها بسبب انخفاض عدد حالات الإصابة والوفيات في عموم تركيا.

وتابعت تمل طاش “إن انخفاض عدد الإصابات وحالات الوفيات في عموم البلاد يمنحني القوة من أجل مواصلة العمل. إن هذه النتائج تعطينا الأمل في مواصلة العمل الدؤوب من أجل التقليل من عدد الإصابات”.

وأردفت”خلال الأيام الماضية، فهمت بشكل أفضل أهمية عمل الممرضات. كما شعرت بالفخر نتيجة الدعم الاجتماعي الذي حظيت به عائلات الممرضات في هذه الأيام العصيبة”.

وأشادت قائلة “جيراني بدأوا بإعداد الطعام لأطفالي خلال الأيام التي كنت فيها بعيدة عن المنزل بحكم عملي كممرضة. كانت لفتة رائعة جعلتني أشعر بالفخر”.

أما الممرضة كزبان دنيز، فذكرت بأنها اضطرت للمحافظة على مسافة التباعد الاجتماعي بينها وبين أفراد أسرتها حتى داخل المنزل، بسبب الخشية من نقلها الفيروس لأفراد أسرتها.

وأشارت دنيز أنها لم تلتق بوالديها منذ تسجيل أول حالة كورونا في البلاد، وأنها متلهفة لذلك اليوم الذي تتمكن فيه من معانقة طفلها.

وقالت: لقد فهمنا وفهم الجميع أهمية عمل الممرضين والممرضات خلال هذه الفترة العصيبة. لقد عمل قطاع الرعاية الصحية بتفانٍ لمكافحة كورونا. هرعنا إلى نجدة المصابين وودعنا المتعافين بكثير من السعادة والمحبة.

بدورها، أعربت صابرة يمان، ممرضة تبلغ من العمر 26 عامًا، عن افتخارها بالدعم الذي قدمه المجتمع للمرضات بشكل خاص وللعاملين في قطاع الرعاية الصحية بشكل عام، خلال هذه الأيام الصعبة.

ولفتت يمان لمراسل الأناضول، أنها تحلم باليوم الذي تتمكن فيه من احتضان ابنها، مناشدة جميع المواطنين والمقيمين في تركيا من أجل البقاء في المنازل حتى يتم القضاء على كورونا.

بدوره، قال رئيس الأطباء في المستشفى، الدكتور عبد الرحمن حمدي، إن جميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية من أطباء وممرضين وممرضات، قاتلوا جنبا إلى جنب ضد الوباء.

وأضاف حمدي لمراسل الأناضول، أن تركيا تمكنت من السيطرة على الوباء في وقت قصير، بفضل الجهود المتفانية للعاملين في قطاع الرعاية الصحية.

ولفت الى أن مستشفى تركان أوز إيلخان الحكومي، كان أحد أول المستشفيات التركية التي استقبلت مرضى كورونا في ولاية إزمير، وأنهم عملوا بشكل مكثف على تقديم المساعدات الطبية اللازمة لجميع الحالات التي وصلت إليهم.

وأشار حمدي الى أن المستشفى شهد خلال الأسبوعين الماضيين انخفاضًا في وتيرة الحالات المصابة، مشددًا أن هذا الانخفاض لا يعني أن الجائحة قد انقضت.

وقال: نحن في المستشفى نواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، التزامًا بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة.

كما شدد حمدي على أن المستشفى لا يعاني من أي نقص في المعدات الطبية، كما أنه يواصل إجراء الدورات التدريبية للأطقم الطبية، للمساهمة في زيادة جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

وأوضح أن إدارة المستشفى ومن خلال التواصل مع وزارة الصحة، كانت مطلعة على المعلومات والتوقعات المتعلقة بالسيناريوهات المحتملة لتطور الجائحة حول العالم، لذلك بدأت إدارته بالتعامل بحذر مع هذا الوباء منذ البداية.

كما أشاد حمدي بالعاملين في مجال الرعاية الصحية إذ يعملون لأكثر من 24 ساعة متواصلة؛ من أجل إبقاء الجائحة تحت السيطرة، ولكن دون إهمال الالتزام باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية أنفسهم والأطقم الطبية.

الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى