بأشكالها المتعددة وأنواعها المختلفة، تحجز أطباق الحلويات مكانا دائما على موائد الإفطار الرمضانية بمدينة إسطنبول التركية، لما لها من مكانة خاصة بقلوب سكان المدينة من أتراك وأجانب.
ومع تواجد جالية عربية كبيرة مقيمة في إسطنبول بالسنوات الأخيرة، فإن المسلمين من العرب والأتراك وغيرهم يفضلون الحلويات على موائد الإفطار، ترافق الأطعمة الأخرى بشكل مستمر، يتم يتناولها بعد يوم طويل من الصيام والعبادة.
أنواع متعددة من الحلويات التركية والعربية، تتزين بها الأسواق، في صوان وحلل.
وتأخذ مكانها على طاولات البيع، فضلا عن حلويات يتم إعدادها بشكل طازج تكون مطلوبة بشكل كبير في هذا الشهر.
كما تشهد الأسواق التركية في مدينة إسطنبول حركة كبيرة من قبل الصائمين، من أجل تلبية احتياجاتهم، وخاصة الأسواق المركزية، قاصدين أيضا شراء الحلويات وأنواعها.
البقلاوة و”الغولاج”
كما هو معتاد على مدار العام وفي كل المناسبات، تتربع البقلاوة التركية على موائد الإفطار في عموم البلاد، لما لها من مكانة خاصة لدى الأتراك.
واعتاد المواطنون الأتراك على شراء البقلاوة من الأسواق، ويعدها البعض في المنزل.
كما يتهاداها آخرون فيما بينهم، وطعمها لا يفارق موائد الإفطار الرمضانية.
وإلى جانب البقلاوة تتصدر حلوى “الغولاج” الموائد، ويتم إعدادها بكثرة خلال الشهر الفضيل.
كما تعدها كافة متاجر الحلويات والمعجنات والمخابز بكثرة من أجل الصائمين.
وتتوفر المواد الأولية لإعداد “الغولاج” في المتاجر ومراكز التسوق.
كما يمكن إعدادها منزليا، وهي تناسب فترة الصيام الطويلة، وخفيفة على المعدة، وتوصف بأنها حلوى عثمانية رمضانية مغذية.
وتتكون حلوى “الغولاج”، من رقائق مصنوعة من الطحين ونشاء الأرز والماء.
يتم غمرها طبقة طبقة بالحليب الدافئ المحلى، وتوضع الطبقات متراصة فوق بعضها البعض، وتزين وتحشى بالمكسرات.
وإلى جانب البقلاوة والغولاج”، ترافق حلويات أخرى تركية من أنواع البقلاوة الأخرى والقطائف التركية المعمولة من الشعيرية، والحلويات المصنعة من الحليب.
صدارة القطائف
تتربع البقلاوة و”الغولاج” على عرش الحلويات التركية، فإن القطائف تتربع على عرش الحلويات العربية المرغوبة والمحبوبة لدى أبناء الجالية ويتم تناولها بشكل كبير خلال الشهر الكريم.
كما تنتشر في الأسواق المركزية محلات وعربات بيع القطائف التي يتم إعدادها بشكل طازج ومباشر.
ويتم إنتاج العجينة الخاصة بها بأحجامها الكبيرة والصغيرة.
كما أن محال الحلويات تعد قطائف جاهزة للاستهلاك المباشر، حيث تفضل الجاليات العربية وخاصة السورية والفلسطينية والمصرية تناولها خلال الشهر الفضيل.
وتتعدد الروايات في تأريخ “صناعة القطائف”، إذ تقول إحداها أنها تعود للعهد الأموي وأخرى للعباسي.
بينما تذكر الرواية الأكثر تداولاً أنها تعود للعهد “المملوكي”، حيث جمع أحد الملوك المملوكيين صانعي الحلوى وطلب منهم تقديم صنفا لم يصنعه أحد من قبل، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات تُسمى بـ”القطائف”.
وتعتبر حلوى القطائف من أكثر حلويات شهر رمضان شعبيةً وصناعة في عدد من الدول العربية، خاصة أنها رخيصة الثمن، تناسب الوضع الاقتصادي العام للسكان.
حلويات أخرى
يضاف إلى القطائف حلويات أخرى محببة في رمضان، وهي لقمة القاضي (العوامة) التي تعد طازجة.
كما يقبل عليها أبناء الجاليات العربية، حيث تعبق رائحتها في الأسواق.
وكذلك أيضا وخلال الشهر الكريم، يكثر الاهتمام بالكنافة بنوعيها العادية والنابلسية.
ويتم الإقبال على حلوى الهريسة (البسبوسة)، وحلاوة الجبن، وكلها محط اهتمام الجاليات العربية، فضلا عن المعروك ومعجنات أخرى.
كما أن لكل دولة معجنات خاصة بالشهر الفضيل والخبز الرمضاني المميز، وهو ما يمكن رصده بشكل كبيرة على طاولات المحلات في الأسواق.
تتجاور المتاجر والمحلات التركية والعربية جنبا إلى جنب، مشكلة لوحة فسيفسائية من التآخي منذ سنوات.
ويقطن في إسطنبول قرابة مليون من أبناء الجالية العربية بحسب أرقام رسمية، غالبيتهم من الجاليات السورية والمصرية واليمنية والعراقية والليبية.
المصدر: وكالة الأناضول